نظام ودقة ونشاط هذا ما لمسناه خلال زيارة لأحد أكبر فروع بنك عودة الكائن في المهندسين فالفرع اشبه بخلية نحل تعج بالعملاء ويسير العمل فيه علي قدم وساق. وكانت المفاجأة ان مدير الفرع شاب لم يتم عامه الثلاثين انه عادل هاشم الذي تخرج في كلية علوم وتكنولوجيا المعلومات بجامعة 6 أكتوبر، بدأ حياته من خلال العمل في منظمة هيومان رايتس الشهيرة ثم إلتحق بالعمل المصرفي من خلال عمله في عدد من البنوك في مقدمتها البنك العربي ثم انتقل للعمل في بنك عودة وتقلد هذا المنصب بسبب نشاطه وذكائه المتقد. ويقول ان الفرع الذي يشرف عليه يهتم بتقديم خدمات للعملاء والشركات في آن واحد مشيرا إلي ان كثيرا من البنوك في ضوء التوسع والمنافسة المحمومة في مجال التجزئة المصرفية افتتحت العديد من الفروع ونصبت العديد من القيادات الشابة علي هذه الفروع إلا ان الميزة في فرعه انه يقدم خدمات للعملاء والشركات بنفس الجودة علي الرغم من تغير الفكر المصرفي الذي بات يجعل من خدمة الأفراد غاية أولي مضيفا انه وعلي الرغم من ذلك فإن الاهتمام بقطاع الشركات يعد هو الاساس لانه الاضافة الكبري للاقتصاد القومي وهو فن ينبغي ادارته باحتراف بهدف تشكيل محفظة استثمارية كفء لأي بنك. واشار هاشم إلي ان عميل البنوك اصبحت لديه ثقافة واسعة فلم يعد العميل الآن يسأل ما هي الفيزا أو الماستر وانما اصبح يسأل علي اسعار الفائدة والحدود المتاحة له، وهذا يعد نقلة نوعية في العميل لم تكن موجودة من قبل. واضاف ان القطاع المصرفي يعتبر من اهم القطاعات لاستخدام حلول إدارة علاقات العملاء لكونه يتسم بحدة التنافس إلي حد بعيد، لذا تعمد البنوك علي التوفير بالنفقات من خلال الاعتماد علي قنوات جديدة للتواصل مع عملائها إذ إن كلفة الاتصال مع العميل بشكل مباشر وجها لوجه أعلي بكثير من التواصل معه عبر الاجهزة الالكترونية كالصرف الآلي والهاتف المصرفي والبريد الالكتروني والانترنت، علاوة علي ذلك تتيح قنوات الاتصال الجديدة هذه الكثير من المرونة والراحة للعملاء في الحصول الخدمات البنكية خارج اوقات العمل الرسمي للبنك والفروع العائدة له، وتشير الدراسات الحديثة إلي ان 60% من العملاء في العالم يستخدمون اجهزة الصرف الآلي وهو ماسيوفر الجهد الكثير من الجهد والتكلفة التشغيلية للبنوك في الوقت ذاته وايضا سيوفر ادوات متكاملة لإدارة فريق المبيعات والتسويق ومراكز الاتصالات،وامكانية إدارة علاقات العملاء آليا وهو ما سيساعد البنوك علي تنظيم علاقاتها مع عملائها، وإدارتها بصورة تضمن توجيه جميع نشاطات البنوك بحيث تركز علي إحراز رضا العميل أولا. وقد توسعت استراتيجيات خدمة العملاء بشكل سريع لتشمل المزيد من الخدمات التفاعلية التي ستشكل تحديا جديدا وكبيرا في نجاح عمليات جذب العملاء الجدد والاحتفاظ بهم. اشار إلي ان القطاع المصرفي في أي دولة يعد بمثابة المرآة الحقيقية لقلب الأداء الاقتصادي حيث يعتبر هذا القطاع من اشد القطاعات التي تتجاوب سريعا في اتجاه المتغيرات الاقتصادية وتحاول التكيف معها بسرعة وإن كانت من القطاعات التي تتسم بالكفاءة والشفافية فإن قدراتها قد تتجاوز مجرد مراحل رد الفعل والتجاوب مع المؤشرات الاقتصادية إلي الاستعداد لها والتحرك في اتجاهها حتي قبل ان تحدث تلك المؤشرات عملها في السوق المحلية، متمنيا في ذات الوقت ان تراعي البنوك في توسعاتها مبدأ التعمق ليس لمجرد التوسع في حد ذاته، كذلك ان تتنافس البنوك فيما بينها علي اساس تنوع المنتجات وليس سعر الفائدة.