وعلي الجانب الآخر رفض رجال الأعمال فكرة التبرع بحديقة الحيوان وقالوا إن الخصخصة هي الحل وأكدوا أن لديهم الاستعداد للمشاركة في تطوير الحديقة سواء من خلال الإدارة أو خصخصتها بالكامل وفي هذا السياق يقول دكتور عادل جزارين رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين إنه خلال أحد الاجتماعات التي تم عقدها بالجمعية وحضرها وزير الزراعة المهندس أمين أباظة تم الحديث عن حديقة الحيوان والوضع المزري الذي وصلت له وقال وزير الزراعة أثناء الاجتماع إنه سيتم تشكيل أمانة عامة لتجديد الحديقة بالكامل وعلي إثر ذلك أعلن عدد كبير من رجال الأعمال عن استعدادهم للمشاركة بهدف الرغبة في تقديم الخبرة الادارية والمعونة الفنية. ويري جزارين أن هناك عددا غير قليل من رجال الأعمال وهو شخصيا أحدهم يرفضون التبرع للحديقة لأن من وجهة نظرهم هناك أمور لها أولوية أكثر في احتياجها للتبرعات والمساهمات مثل تحسين التعليم والحد من الفقر ومعاونة الشباب في اقامة مشروعات صغيرة بهدف الحد من البطالة مشيرا إلي أن هناك جمعيات مدنية وأهلية كثيرة علي استعداد للمساهمة والتبرع للحديقة. ويضيف جزارين أن زيادة موارد الحديقة يتطلب ضرورة ايجاد اليات غير تقليدية مثل عمل انشطة ترفيهية للحصول علي ايرادات اضافية. مشيرا إلي أن كل هذا يتطلب ضرورة تحديث وتجديد الفكر الإداري للقائمين علي الحديقة بالشكل الذي يسهم في النهاية في الارتقاء بها وتطويرها. وعن دخول رجال الأعمال في أمانة أو لجنة تكون مسئولة عن الحديقة فإن جزارين يؤكد أن هذا فكر مطلوب وسوف يسهم في التطوير ولكن بشرط أن يكونوا من ذوي الخبرة. ويقترح محمد جنيدي عضو غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات انشاء شركة مساهمة لإدارة الحديقة أو طرحها علي المستثمرين بنظام حق الانتفاع لمدة محددة، وذلك لإدارتها بفكر استثماري يسهم في زيادة مواردها وتطويرها بالشكل المطلوب. مشيرا إلي أن أي تبرع في الوقت الحالي في ظل وجود ادارات لاتستطيع الارتقاء بمستوي الحديقة بلاجدوي وسيذهب هباء لأنه لايضمن أن تقوم الإدارة باستغلال تلك الأموال بشكل صحيح يساعد علي عودة الحديقة لسابق عهدها خاصة أن الادارات المتعاقبة تسببت في الوضع الذي اَلت إليه الحديقة حاليا. ويضيف جنيدي أن حديقة الحيوان مشروع استثماري ضخم يمكن أن يدر أموالا كثيرة إذا تم ادارته بشكل جيد مطالبا بضرورة طرح الحديقة في مزايدة علي المستثمرين وذلك لتطويرها وزيادة ايراداتها خاصة أن مشكلة الحديقة الحالية هي الإدارة. ويتفق دكتور أحمد شيحة رئيس مجلس الأعمال المصري الروسي مع الاراء السابقة في ضرورة التوجه لخصخصة الحديقة من أجل تطويرها، مشيرا في ذلك إلي أنه علي الأقل يجب أن تسعي الدولة لخصخصة الإدارة علي أن تقتسم الايرادات مع الحكومة. كما يؤكد أن أي شخص سوف يقدم علي التبرع سيكون هدفه الدعاية لشخصه وهذا الاسلوب لن ينجح في الارتقاء بالحديقة وحل مشكلاتها الحالية. ويؤكد جنيدي أن الحل الأمثل لتطوير الحديقة ومساعدتها للعودة إلي مكانتها هو الخصخصة حتي ولو تم جلب خبراء أجانب لإدارتها.