تجري يوم 17 مايو الجاري الانتخابات لاختيار خمسين نائبا يشكلون كل أعضاء برلمان الكويت ومجلس الأمة.. بعد أن حل الأمير البرلمان في 21 مارس الماضي. ومنذ عام 1963 حل برلمان الكويت 5 مرات. في 3 منها صدر في نفس الوقت قرار وتحديد موعد الانتخابات. وفي مرتين ارجئت الانتخابات عشر سنوات كاملة. ولكن الكويت يتميز بحرصه علي الديمقراطية التي كانت طابع حياته منذ استقلاله عن بريطانيا عام 1961. والانتخابات ستجري في 5 دوائر فقط بعد أن كانت تجري في 25 دائرة.. والسبب في ذلك تعديل الدوائر الانتخابية لمنع النفوذ القبلي وحرصا علي عدم شراء المرشحين لأصوات الناخبين. ولكننا نكتشف باستمرار ضبط عمليات لبيع الأصوات وشرائها طبعا. وقد وصل سعر الصوت الواحد إلي 500 دينار كويتي. ومن يطالع الصحف الكويتية، أو يتابع الإعلانات التي تذاع في فقرات التليفزيون الخاصة يجد أن المرشحين ينفقون أموالا طائلة علي الدعاية الانتخابية مما يبين مدي ما تتكلفه العملية الانتخابية بالنسبة للنواب وكيف انهم لا يترددون في الإنفاق من أجل الوصول إلي مجلس الأمة وما يوفره من حصانة وشهرة وذلك فضلا عن أنه يتم عادة اختيار عدد من الوزراء من بين أعضاء المجلس. والآن.. ما السبب في كثرة حل مجلس الأمة الكويتي حتي أنه حل المجلس مرتين في عامين؟ السبب يرجع إلي أن البرلمان يعرقل بالفعل عمل الحكومة فالنواب حريصون علي الشعبية وإرضاء الناخبين وبالذات أولئك الذين لهم حق التصويت. ومن هنا تزداد استجوابات النواب للوزراء ويضيع أغلب وقت الجلسات في سؤال الوزراء عن الإجراءات التي يتخذونها في وزاراتهم، ويضطر الوزراء للاستقالة عندما تقدم ضدهم استجوابات حتي لا يفقدون الثقة بسبب تجمع وحشد النواب ضد الوزراء. ولم تقاوم الاستجواب سوي وزيرة واحدة هي وزيرة التعليم الحالية في الكويت بينما بقي منصب وزير البترول خاليا ويشغله بالندب منذ استقالته وزيره بدر الحميضي. وحكومة الكويت تريد فتح الباب للاستثمارات والخصخصة والاصلاح الاقتصادي وخفض الضرائب علي الشركات الأجنبية بينما يريد النواب زيادة مرتبات الموظفين والافراط في علاواتهم ومنح المعونات للطلبة في المدارس والجامعات الخاصة. وقد حل مجلس النواب الأخير قبل يوم واحدمن التصويت علي علاوات ثابتة للموظفين خلال شهر واحد. والكويت منحت المرأة حق التصويت والترشيح قبل ثلاث سنوات، ولكن لم تنجح امرأة واحدة في الحصول علي مقعد في مجلس الأمة عام 2006. وفي هذه المرة تقدمت سيدات للترشيح ولم يعرف بعد هل سيفزن في الانتخابات أم لا؟