بعد انتشار الظاهرة في الأسواق

الدهانات الحديثة للحوائط.. إعلان صريح عن بداية الاكتئاب

أدي ارتفاع تكلفة تشطيب الوحدات السكنية نتيجة لارتفاع أسعار الدهانات إلي مشكلة كبيرة فالملاك يسلمون الوحدات السكنية للمشترين علي "المحارة" رغم بيعها بأسعار باهظة نتيجة لارتفاع تكلفة الخرسانة المسلحة.
وتعتبر الحوائط هي أكثر المساحات المسطحة في المباني والمنشآت بالمقارنة بالأخشاب أو الحديد أو الألومنيوم، بالإضافة إلي أن الحوائط منها الداخلي ومنها الخارجي، كل ذلك دفع الجميع للبحث عن طريقة اقتصادية لخفض التكلفة وفي ذات الوقت صحية لا تستخدم فيها مواد كيميائية تضر بالبيئة، بعد أن أكدت الفحوص العلمية والطبية وجود تلوث في الأجواء الداخلية للمباني وهو ما يعرف باسم (Indoor-Air pollution).
كما يؤكد الدكتور عبدالقادر أنه تم منع إنتاج الدهانات التي تحتوي علي مادة الرصاص الضارة بالصحة، مثل مادة السلاقون التي كانت تستخدم في الماضي في بطانة دهانات النوافذ والأبواب، ويحذر من استخدام بويات من إنتاج مصانع بير السلم مجهولة المصدر لانخفاض أسعارها فألوانها غير ثابتة ومعرضة للتغير والتقشير مما يضطر العميل إلي إعادة الطلاء بتكلفة أخري إضافية، فلابد من التأكد من كتابة البيانات علي العبوة وأنها مصنعة طبقا للمواصفات القياسية.
يضيف الدكتور عبدالعزيز أن 80% من مشاكل الدهانات ترجع إلي طريقة وضعها، والتي تعتمد علي كفاءة العامل في تجهيز الأسطح المراد طلاؤها بطريقة سليمة.
خامات وعمالة
وتوضح إيمان خليل عضو مجلس إدارة الغرف الكيماوية باتحاد الصناعات وصاحبة مصنع بويات أن صناعة البويات تعاني مثل غيرها من ارتفاع تكلفة المواد الخام وخاصة المواد غير الملوثة بالبيئة، كما تحتاج الصناعة إلي تكنولوجيا متقدمة، وإلي تدابير أمن صناعي لتأمين المصانع ضد الحرائق وتوفير حماية للعمال من الأتربة المتصاعدة أثناء التصنيع، وخاصة بودرة كربونات الكالسيوم التي تؤثر علي الرئة، وللأسف لا توجد لدي العامل المصري ثقافة استخدام وسائل الحماية المتوافرة بالمصنع، بالإضافة إلي عدم استمرار العمالة لفترات طويلة فالغالبية تفضل السفر والعمل بالخارج بالرغم من ارتفاع متوسط الأجور إلي 600 جنيه شهريا.
ويبلغ متوسط تكلفة متر الدهانات من المواد الخام (بحسب قول إيمان) من 7 8 جنيهات للمتر، بالإضافة إلي 10 جنيهات تقريبا للمتر كمتوسط مصنعية النقاش.
جير حي وبيئة
أما المهندس رامي الدهان يفضل استخدام مواد طبيعية من البيئة المحيطة في طلاء الجدران مثل الجير فمن وجهة نظره أن إحاطة جسم الإنسان بالكيماويات والخرسانة المسلحة يزيد من تأثير الطاقة السلبية علي سلامة وصحة الجسد البشري.
ويؤكد الدهان أن تكلفة الطلاء باستخدام الجير في الدهانات أقل من تكلفة استخدام الزيوت والبلاستيك بمقدار الربع تقريبا، ولكن بشرط موافقة العميل حيث يفضل الكثيرون استخدام الدهانات الحديثة القابلة للغسيل رغم استخدام الجير في عدد من القري السياحية في القصير ونويبع بكفاءة كبيرة.
ويعطي بياض الجير الحي نتيجة جيدة بشرط استخدام الطريقة السليمة لإطفائه، وفي فترة الخمسينيات والستينيات كانت العربة المحملة بالجير تقوم بإلقائه علي الأرض ويقوم العمال بتركيز خراطيم المياه عليه ثم يستخدم مباشرة في طلاء الجدران، وتساعد رطوبة الجو علي استكمال إطفائه وهو علي الحائط، فيفرقع الجير وتظهر الثقوب والحفر.
أما الطريقة السليمة لإطفاء الجير "بحسب قول الدهان" للحصول علي أفضل نتيجة، بغمر الجير الحي تماما بالماء لمدة تتراوح من أسبوعين إلي ثلاثة أسابيع في مجموعة من الأحواض قد يصل عددها إلي أربعة كل واحد منها يكفي شغل أسبوع كامل، ثم يتم استخدام زبد الجير فقط من علي وش الحوض بعد تصفيته جيدا للتخلص من الشوائب.
ولدهانات الأبواب والنوافذ يتم خلط الجير بالحمرة "بودرة الطوب بعد حرقه" لإضفاء اللون الأحمر، كما تضاف بودرة "قصر مل رماد الأفران" إلي الجير لاعطاء الصلابة ولإضفاء اللون الأسمنتي لكسر حدة اللون الأبيض الذي يعكس ضوء الشمس بشدة.
ويؤكد المهندس أحمد صلاح أنه لا يفضل تركيب ورق الحائط لتغطية الجدران، فمن الناحية الاقتصادية سعره يقترب من سعر الدهانات وقد يصل سعر رول الورق من النوعية الجيدة إلي 150 جنيها، بالإضافة إلي سعر المادة اللاصقة، كما أن صيانته مكلفة فإذا تمزق جزء منه يتم استبداله بالكامل، بعكس الدهانات التي تستمر لفترات طويلة.