تنص علي التحليل الدقيق ومعاقبة المخالفين

"مواصفة" لمكافحة شائعات تلوث الصادرات الغذائية

منذ ثلاثة اشهر وبالتحديد يوم 14 يناير 2008 نشرت العالم اليوم "الاسبوعي" قضية رفض احد المستوردين بدولة تركيا تسلم شاحنة من البامية المجمدة من احد المصدرين المصريين بعد ان اثبتت معامل تحاليل تركيا ان النسب الموجودة من العناصر الثقيلة ومنها الرصاص، والكاديم، والنحاس، مرتفعة واعلي من المعدلات العالمية المطلوبة.
وكانت البيانات الواردة من تركيا تختلف عن البيانات التي ارسلها المعمل المركزي الخاص بتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة التابع لوزارة الزراعة في مصر وقد ناقش مجلس ادارة غرفة الصناعات الغذائية مؤخرا مشكلة وجود اغذية غير سليمة بالاسواق المحلية ومنها تلوث الالبان بوجود مواد الفورمالين وغيرها من المواد الضارة بصحة الانسان وتكرار ظهور بعض الشائعات حول اصابة بعض تلاميذ المدارس والطلبة بالقئ والاسهال نتيجة تناولهم لهذا اللبن، الي جانب ظهور بعض الشائعات حول بعض المنتجات الغذائية الموجودة في السوق المحلي، الامر الذي سيؤدي الي تشويه الصادرات الغذائية المصرية في الخارج، ومطالبة المصدرين المصريين بالرد علي صحة هذه الاقاويل حول الاغذية المصدرة للخارج.
وخر مسئولو غرفة الصناعات الغذائية بعدة قرارات من اهمها الاتفاق علي اصدار مواصفة اجرائية لقواعد اخذ العينات وتحليلها التحليل السليم ووضع اجراءات قانونية ضد المخالفين ومعاقبة من يروج الشائعات حول السلع السليمة، خاصة بعد اجراءات الفحص والتحليل، كما طالب مسئولو غرفة الصناعات الغذائية بتوضيح الصورة والقضاء علي البلبلة الموجودة تجاه السلع الغذائية والعمل علي مساعدة الشركات الصغيرة في اجراءات التحاليل للوقوف علي الشركات المتلاعبة والاخري البريئة، واكدوا ان اي شائعات ستضر بالصادرات الغذائية وبالصناعة عموما، الي جانب دعم المعامل الحكومية بكل الامكانيات الحديثة والمتطورة لتكون وفقا للنتائج العالمية المعترف بها.
توضيح الصورة
في البداية اكد علي عيسي رئيس الشعبة العامة للمصدرين باتحاد الغرف التجارية ان كثرة الشائعات حول وجود اغذية غير سليمة بالاسواق المحلية تلقي بآثارها السلبية علي الصادرات الغذائية المصدرة للخارج خاصة مع الدول التي لنا اسواق فيها ولنا ارتباطات تصديرية معها.
وطالب عيسي لابد من توضيح الصورة بالكامل حتي نقضي علي اي شكوك تثار في هذا الموضوع، قائلا: فإذا كان هناك مخطئ يتم اتخاذ الاجراءات ضده، واذا كان هناك مروج للشائعات يتم معاقبته.
من جانبه، قال طارق توفيق رئيس غرفة الصناعات الغذائية إنه من الضروري وضع آليات لقواعد الفحص الخاصة بأخذ العينات وتفعيل الاجراءات اللازمة ضد المتلاعبين وليس منا من يريد التستر علي مصدر اخطأ، والمهم كيفية اثبات هذا الخطأ والتأكد منه، مشيرا الي ان اجمالي الصادرات الغذائية حتي نهاية عام 2007 بلغ من 7 - 8 مليارات جنيه ومن المتوقع ارتفاعها الي 9 مليارات جنيه هذا العام.
صحة المواطن
فيما اشار السيد ابوالقمصان مستشار وزير التجارة والصناعة الي اهمية التحاليل التي تجريها معامل وزارة الصحة التي لديها الاعتماد الدولي لممارسة عملها، موضحا انها تمتلك القدرة والكفاءة علي فحص العينات واعطاء نتائج صحيحة لتوضح سلامة العينة من عدمه.
وطالب مستشار وزير التجارة والصناعة بضرورة الاسراع في تفعيل جهاز سلامة الغذاء لتكون الاجهزة المعنية المشاركة فيه لها القدرة علي اخذ القرار المناسب تجاه الغذاء وسلامته لان صحة المواطن المصري والاجنبي اهم لنا من زيادة الصادرات.
وتناول الدكتور محمود عيسي رئيس هيئة المواصفات والجودة موضوع اصدار المواصفة الاجرائية التي توضح قواعد الالتزام بمعايير اخذ العينات وتحليلها، مشيرا الي ان المواصفة المقترحة ستذلل كثيرا من الصعوبات التي كانت تواجه المصدرين، مشيرا الي ان هذه المواصفة تعتبر دليلا علي الخطوات التي تتم بها عملية التنفيذ.
من ناحية اخري اكد الدكتور نصر السيد وكيل اول وزارة الصحة ان التحاليل التي اجريت عن طريق معامل وزارة الصحة تحاليل سليمة خاصة فيما يتعلق بموضوع اللبن الموزع علي اطفال المدارس ولم يظهر اي مواد حافظة مضرة بصحة الانسان الي جانب ان التحاليل اجريت علي عدد كبير من المدارس في حوالي 12 محافظة وثبت بالتحاليل سلامة الالبان الموزعة علي تلك المدارس.
ضعف الإمكانيات
أما المهندس صفوان ثابت عضو مجلس ادارة اتحاد الصناعات فيري ان هناك مشكلة تقع فيها الان جميع الشركات التي لا تمتلك القدرة علي اجراءات التحاليل والتي ايضا لا تستطيع الحصول علي شهادات دولية لسلامة سلعها سواء في الداخل او عند التصدير.
اما الشركات الكبري والكلام لثابت التي لديها الامكانيات فهي تتجاوز هذه المشكلة، مطالبا مجتمع رجال الاعمال الوقوف بجوار الشركات الضعيفة والاخذ بيدها عند اجراءات التحاليل حتي تتضح لنا الرؤية ونعرف صحة الاتهامات من عدمها، ونقضي علي البلبلة في الاسواق الداخلية والخارجية في وقت واحد.