كان من المفترض أن تستمتع كاثي بلوس وجاراها المسنان بحياة هادئة بعد أن تجاوز الثلاثة سن التقاعد.. إلا أن ارتفاع أسعار السلع الغذائية والأساسية اضطرهم لقطع مسافات طويلة للذهاب إلي أحد متاجر وول مارت الضخمة بحثا عن السعر الأرخص. ويقطع ثلاثتهم بانتظام مسافة 113 كيلو مترا في رحلتي الذهاب والإياب إلي المتجر الواقع شمالي لوس انجلوس ويستخدمون في كل مرة سيارة أحدهم لتوفير الوقود. وقد دفع ارتفاع أسعار الحليب واللحوم والبيض بعض الأمريكيين إلي السفر لمسافات أبعد مما اعتادوا عليه سعيا لتوفير بعض الدولارات.. إلا أنه مع الارتفاع المتواصل لأسعار البنزين بدأ البعض يتساءل عما إذا كانت هذه الرحلات تستحق المجهود الذي يبذلونه فيها. وتوضح بيانات صناعة البترول أن أسعار البنزين ارتفعت أكثر من 20% عما كانت عليه قبل عام لتصل إلي 3.30 دولار للجالون في المتوسط. وفي كاليفورنيا تزيد أسعار البنزين علي هذا المتوسط إذ بلغت 3.65 دولار للجالون من البنزين العادي لأن الولاية تستخدم تركيبة أقل أضرارا بالبيئة لا تتوافر إلا لدي شركات معينة للتكرير. ويمثل هذا العبء الإضافي مصدر ازعاج كبيرا لكاثي بلوس البالغة من العمر 67 عاما ورفيقيها في التسوق ماري ووليام بريدسون. ويعيش الثلاثة في بلدة فريزر بارك الصغيرة علي مسافة 56 كيلو مترا من متجر وول مارت في ضاحية سانتا كلاريتا سريعة النمو في لوس انجلوس. ويقول الثلاثة إنهم يوفرون بعض المال رغم طول المسافة لأنهم يشترون الأغذية بأسعار أرخص في المتجر الضخم لكنهم يتساءلون الاَن عما إذا كانت الزيادة في أسعار البنزين تلتهم الفارق.. وتقول ماري بريدسون "82 عاما": نحن نحاول توفير المال لكننا ننفق الكثير في سبيل ذلك وإلي أن يفتح وول مارت فرعا أقرب إلي بيوتهم يعمل الثلاثة علي تحقيق أقصي استفادة ممكنة من رحلات التسوق من خلال قضاء أكبر عدد من المصالح وزيارة الأطباء وشراء كل ما يحتاجون إليه دفعة واحدة. ويقول وليام بريدسون "80 عاما": نحاول تجميع الاحتياجات.. أما رالف وماري ايمرسون فيقطعان 65 كيلو مترا في كل مرة يذهبان فيها من مدينة فان نويس حيث يقيمان إلي متجر وول مارت في سانتا كلاريتا ويقولان إنهما قابلا متسوقين قطعوا مسافات أطول من باسادينا وسيمي فالي.. ويقول رالف: تتزايد الحاجة لتخطيط رحلاتك.