قبل 16 شهرا من الاَن كان سعر سهم العامة للخزف والصيني في يناير 2007 حوالي 3 جنيهات، والاَن في بداية شهر ابريل 2008 قفز سعر السهم ليصل إلي 245 جنيها، أي أن سعر السهم ببساطة تضاعف أكثر من 80 مرة، وهي إحدي نوادر سوق المال المصري، هذا السهم الخارق ذكرنا بإعلان الشركة عن منتجاتها وكان يقول "سحر الصيني كله في شيني"، ولكننا نؤكد أن "سحر البورصة كله في سهم شيني". وقد يكون هناك مبررات أحيانا أن يرتفع سعر سهم ما بشدة لأسباب موضوعية، ولكن دعونا نري ما يحدث في شيني، ونناقش أسباب الصعود ومن وراءه من المضاربين وموقف الشركة القابضة الذي يدعو للأسي من برنامج إدارة الأصول في مصر والشركات القابضة والتابعة، وكذلك من المضاربات الوهمية علي السهم التي يقودها شخص واحد عن طريق مجموعة من الشركات، وقبل أن يأخذنا سحر "شيني" تعالوا نتابع القصة من أولها وما حدث فيها. في بداية عام 2007 كان سعر سهم العامة للخزف والصيني 3 جنيهات كما ذكرنا، وكانت الشركة تعاني من الخسائر، وقامت الشركة القابضة بتغيير مجلس الإدارة وتعيين مفوض عام لإدارة الشركة، وأعلن المفوض الجديد لإدارة الشركة عن إنشاء مصنع للتصدير وخطة للإصلاح، ولكن الشركة لا تملك التمويل اللازم، فأكد المفوض أنه تجري دراسة هيكلة الشركة وزيادة رأسمالها لتمويل التوسعات. وبعدها بدأت مضاربات حادة علي السهم ثم هدأت بعد ذلك واستخدم المضاربون إشاعات زيادة رأس المال علي فترات متفاوتة لرفع سعر السهم، والغريب أن معظم الشائعات تم نسبها إلي الشركة القابضة التي لم ترد عليها، ورغم الإعلان عن زيادة رأس المال منذ 16 شهرا فإنها لم تتم حتي الاَن. واَخر موقف بالنسبة لزيادة رأس المال كان منذ قرابة الشهرين، وكان سعر السهم وقتها حوالي 66 جنيها، ودخل أحد السماسرة الذي يدير محافظ عدد من المستثمرين في السهم أو هكذا يقال في السوق "والله أعلم" والجهات الرقابية أدري، واستخدم المضاربات وشائعات زيادة رأس المال لرفع سعر السهم حتي رفعه ليقترب من 250 جنيها أمس.. ويقال إن هذا المضارب يؤكد أنه سيصل بسعر السهم إلي 350 جنيها للسهم الواحد. واستغل المضارب ضعف سيولة الشركة وهذا موضوع اَخر، فعدد أسهم الشركة 7.2 مليون سهم بقيمة اسمية 2 جنيه للسهم ورأسمالها 4.5 مليون جنيه، وتمتلك الشركة القابضة 75% من رأسمال الشركة، بينما تبلغ نسبة رأس المال الحر المتاح للتداول أقل من 25% أي حوالي 350 ألف سهم، وبالتالي قام هذا المضارب برفع سعر السهم. وتعالوا ننظر إلي أرقام التحليل المالي، فأولا مضاعف ربحية الشركة أصبح أكثر من 500 مرة ومضاعف القيمة الاسمية حوالي 125 مرة، والغريب أن الشركة القابضة أصبحت هي المصدر الذي تنسب له الشائعات، وأوقفت إدارة البورصة السهم أكثر من شهر حتي ردت الشركة القابضة لتؤكد خطتها في زيادة رأس المال، وأصبحت الشائعات تدور حول زيادة تدور بين 20 و40 سهما للسهم الواحد بالقيمة الاسمية، وبدون رد من الشركة القابضة. المفروض أيها السادة أن تعلنوا خطتكم بالنسبة للشركة والجدول الزمني لها، وعيب عليكم ما يحدث في سهم الشركة، عليكم أن تعلنوا للسوق هل هناك خطة لدمج شركات أخري في "شيني" أم لا، وعليكم أن تعلنوا بوضوح التطورات في الشركة لأن ما يحدث في سهم الشركة نوع من العبث وتراجيديا شكسبيرية سوداء ستؤدي إلي مصائب لصغار المستثمرين، وعلي الجهات الرقابية أن تعرف من يعبث بسهم "شيني" وسهم النيل لحليج الأقطان، وما سيحدث في سهم "أليكو" خارج المقصورة، وبدأت بوادره بخبر معروف من شهرين عن تجزئة السهم إلي أسهم. ملحوظة: اَخر شائعات السوق أن هناك عرضا لشراء حصة من مدينة نصر للإسكان بسعر 95 جنيها للسهم. ELNAGAR400 @ Yahoo.Com