في الوقت الذي طفت فيه علي سطح الحياة المصرية أول محاولة مؤسسة لتدعيم المسئولية الاجتماعية للشركات، تحاور "العالم اليوم الأسبوعي" في هذه السطور المهندس عمرو شعيرة رئيس مشروع تنمية المهارات بجامعة عين شمس ورئيس شركة "كمبيومي" وعضو لجنة المسئولية الاجتماعية للشركات بالجمعية المصرية لشباب الأعمال في عدة موضوعات تتعلق بالمهام العامة المنوطة بها سواء في التدريب والتطوير او المسئولية الاجتماعية اكد المهندس شعيرة ان المسئولية الاجتماعية عمل مؤسسي وليس المبادرات والمشروعات الخيرية لبعض الشركات ورجال الأعمال، مؤكدا ان نشر ثقافة المسئولية الاجتماعية يعد من أكبر التحديات التي تواجه المجتمع المدني في مصر، كما تناول تجربة مشروع تنمية المهارات موضحا النتائج الايجابية التي حققها وقال: التدريب هو كلمة السر لتوفير فرصة العمل ومواجهة سخط الشباب العاطل. * سألناه: هل هناك ما يسمي بالمسئولية الاجتماعية للشركات في مصر؟ ** هناك محاولات لكنها في الغالب محاولات فردية وتظهر علي فترات وتزداد توهجا خلال الازمات ومعظمها يندرج تحت اعمال الخير اما المفهوم الحقيقي للمسئولية الاجتماعية كفكر وثقافة مجتمع مازال يحتاج إلي الكثير من الجهود لنشر هذه الثقافة بين مجتمع الاعمال بالدرجة الأولي ومفهوم المسئولية الاجتماعية أعم وأشمل من اعمال الخير التي لا تعود الا علي افراد قليلة قد يكون اختيارهم خطأ أما المسئولية الاجتماعية فهي آلية يستفيد منها المجتمع ككل وتضيف إلي سلوكه وتغير من المفاهيم السائدة فيصبح أفراد هذا المجتمع أكثر ايجابية وتزداد الروابط بين أفراده بما يحقق صالح الجميع. وتعقد قضية المسئولية الاجتماعية وتدعيم مبدأ المبادرة الاجتماعية من أهم التحديات التي تواجه المجتمع المصري خلال الفترة المقبلة والهدف الرئيسي من نشر فكر المسئولية الاجتماعية هو ايجاد مشاركة استراتيجية بين قطاع الاعمال والمجتمع المدني، ولذلك يجب البدء في اقامة حوار حول المبدأ يهدف اما للوقوف علي اصطح مناسب لكل من المجتمع المدني وقطاع الأعمال او علي آلاقل تفهم مشترك لهذا المبدأ ووضع خطة عمل للنهوض بكل من توجهات المبادرة الاجتماعية المشتركة كما اننا في حاجة إلي نشر نماذج الشراكة الناحجة بين كل من القطاع المدني وقطاع الاعمال علي نطاق واسع لتحقيق انتشار اكبر وضمان التأسي بها علي نطاق أوسع من خلال التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتدعيم فكرة المبادرة الاجتماعية والمسئولية الاجتماعية المشتركة. ومن الضروري ان نتفق علي شن حملة عن المسئولية الاجتماعية التجارية وعن الامثلة الناجحة الراهنة للشراكة بين القطاعين الاجتماعي والخاص والتأثير علي وزارات المالية والاستثمارية حول توفير محفزات اضافية وتخفيضات ضريبية للقطاع الخاص بناء علي برامج المسئولية الاجتماعية التجارية الخاصة بهم. مشروع تنمية المهارات * ولماذا اخترتم جامعة عين شمس بالتحديد لتنفيذ مشروع تنمية المهارات؟ ** ليس صدفة فالجامعة رائدة في تقديم كفاءات عالية للمجتمع من خريجيها وفور عرض الامر علي قيادات الجامعة رحبوا بالفكرة وقدموا كل التسهيلات التي مكنتنا من تحقيق اهدافنا وسوف نقوم بتعميم تجربة تدريب طلبة كلية الهندسة بالجامعات الاخري ليستفيد كل الشباب من هذا العمل الذي غير من اسلوب وحياة كل الشباب الذين اتيحت لهم الفرصة ليتدربوا في شركات لها اسمها في عالم الصناعة واصبحوا بالفعل مؤهلين لسوق العمل بل يتم التعاقد معهم قبل اتمام عملية التدريب والتخرج مما حفزنا إلي تعميم تجربة النجاح هذه. وقد كانت هناك استجابة سريعة من الشركات لتدريب الطلبة فالمصلحة هنا مشتركة نحن كرجال صناعة المستفيد الاكبر فالكل يعلم وأولهم وزير التعليم ان التعليم الجامعي في مصر ومناهجه مازالت بعيدة بمراحل عن احتياجات سوق العمل لكن من جانبنا لم نصمت ولم نضع ايدينا علي خدودنا وبدأنا نفكر في عمل يفيد هذا الشباب الساخط وغير المتفائل بالمستقبل وبالتوازي يوفر لنا ولمصانعنا العامل والفني الماهر والمدرب والمؤهل للسوق فوجدنا ان التدريب هو كلمة السر لمواجهة هذه المشكلة. التعليم.. والمستقبل * ألا تتفق معنا في أننا مازلنا لا نعرف ما نحتاجه من التعليم؟ ** من المجحف ان ننكر الجهود التي تبذل من اجل تغيير الصورة وهناك دعم كبير من المسئولين في وزارة التعليم العالي علي تغيير هذه الموروثات ولكن مشكلة التعليم ان الاصلاح فيه يحتاج إلي دورة زمنية حتي يشعر الناس بالتحسن ولكن لابد ان نعلم ما نحتاجه من التعليم وما هي التخصصات التي يتطلبها سوق العمل بما يتماشي مع الخطط التنموية الموضوعية من قبل الدولة ويشارك فيها القطاع الخاص ولكن الأمر كله مرهون بتوافر المعلومة وبما ان الحصول علي المعلومة في مصر شيء صعب ودقة المعلومة اصعب إلا أن القادم بإذن الله افضل في ظل التعاون والعمل بروح الفريق واللسان واللغة الواحدة التي تجمعنا والتي تجعلني متفائلا بمستقبل الشباب. * وهل يعقل ألا تتم أي خطوة لتطوير التعليم خلال الفترة الماضية؟ لا أحد ينكر ان هناك تطويرا لكن ليس بنفس السرعة التي نطلبها لإحداث التغيير والأمر لا يخفي علي أحد ولا يمكن ان نقارن التعليم خلال الفترة الماضية بالوقت الراهن فهناك تغيير في الموازين وحدث تطوير في المناهج وادخلت تعديلات في طرق التعليم والنظم الحاكمة للعملية التعليمية واصبحت المناهج التعليمية في الاقسام العلمية والتطبيقية تتم وفق احتياجات قطاع الصناعة وقطاع الاعمال الا أن ثقافة الانتاج والابتكار والدقة مازالت في درجاتها المتدنية عند الكثير من شبابنا وينقصهم القدوة التي تحفزهم علي التغيير من نمط واسلوب تفكيرهم.