فيما يبدأ غدا سريان قرار المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة بحظر تصدير الأرز وحتي أكتوبر القادم لتوفير المعروض منه في السوق المحلي بعد ارتفاع اسعاره عالميا، كشفت العديد من التقارير عن ان هذه الأزمة ليست مصرية فقط ولكنها عالمية نتيجة الارتفاع الجنوني في سعر ذلك المحصول وكانت أبرز الخطوات التي جاءت علي شاكلة القرار المصري في دول جنوب شرق آسيا المعروف عنها توافر انتاجها من الارز والتي بدأت في اتخاذ خطوات فرض حظر علي صادراتها للحد من مواصلة ارتفاع اسعار الارز ففي فيتنام قرر رئيس الوزراء نجوين تان بونج عدم توقيع اي عقود جديدة لتصدير الارز حتي نهاية العام لتلبية احتياجات السوق المحلية. تدرس اندونيسيا فرض حظر علي تصدير الارز في محاولة لتوفير احتياجات السوق المحلية رغم اقتراب موسم الحصاد في البلاد وكانت كمبوديا قد قررت وقف الصادرات الي البلدين المجاورتين لها فيتنام وتايلاند، وتأتي خطوات هذه البلاد في الوقت الذي كشفت فيه منظمة الغذاء العالمي عن توقعاتها بحدوث زيادات في سعر الارز تبلغ 50% لعام 2008 وذلك بسبب اعتزام الهند وفيتنام وقف عمليات تصدير الارز من اراضيها الي الاسواق العالمية لتصبح كل من امريكا والباكستان وتايلاند المصدر الوحيد لهذا المحصول. وكما توضح صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية فسوف تكون لموجة ارتفاع اسعار الارز تداعيات خطيرة علي الاقتصاد العالمي خاصة ان المخزون في تناقص مستمر مشيرة الي توقعات وزارة الزراعة الامريكية بأن يصل مخزون الارز العالمي خلال عام 2008 الي 72 مليون طن وهو الحد الاأني منذ 1983 - 1984 كما يشكل نصف مستوياته القياسية في 2000 - 2001 وهو ما ادي الي ارتفاع اسعار الارز في الاسواق العالمية خلال الاشهر الستة الماضية بنسبة 50% تقريبا حيث ترتفع الاسعار بصورة شبه يومية تقريبا مما أدي الي تذبذب غير مسبوق في السوق ورغم ان ذلك كان بمثابة نعمة للمزارعين والمستثمرين الا انه كان امرا سيئا علي معظم شعوب العالم وخصوصا شعوب الدول النامية والفقيرة التي تعتمد علي الحبوب من القمح والارز والذرة كمصدر اساسي للغذاء، وقالت الصحيفة الامريكية إن سوق الارز اصبحت تسيطر عليه عمليات المضاربة والمقامرة بعدما جذبت اسعاره المرتفعة الكثير من المستثمرين فقد وصل عدد المراهنات القائمة علي عقود الارز الآجلة في مجلس تجارة شيكاغو الي أعلي مستوياتها مما يعد مؤشرا اساسيا علي رؤية المستثمرين لفرص استثمارية علي خلفية الأسعار المتصاعدة واستنادا الي التقرير الاخير لمنظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة الفاو فإن السعر العالمي للارز المجروش وهي نوعية متاحة مطلوبة في كثير من البلدان الافريقية زاد بنسبة 40% منذ عام 2006 ففي وقت انخفضت فيه المساعدات الغذائية للبلدان النامية نتيجة لارتفاع اسعار الارز واشار تقرير وول ستريت الي ان ضعف الدولار اسهم في رفع سعر الارز العالمي باعتبار ان معظم انتاج الارز يتداول بالدولار.