راوية الجبالي هيام عبدالحفيظ أميمة مجدي أثار حديث د. محمد البرادعي الساخن لبرنامج "اتكلم" الذي أذيع مساء الاثنين الماضي ردود فعل واسعة بين خبراء ومعنيين بمجال الطاقة النووية في مصر والتي وصفها بعض المشاهدين بأنها تصريحات نارية أو قذائف البرادعي "السلمية". ففي الوقت الذي أكد فيه البعض اننا نحتاج بالفعل إلي دراسات جادة وخطوات متأنية لبدء استكمال مشروعنا النووي السلمي المنظور، بالإضافة إلي الانضباط ووجود جهاز رقابي مستقل لضمان نجاح هذا المشروع.. فقد اعترض البعض علي عبارة اعطاء الضوء الأخضر للمشروع بعد استكمال الدراسات واعتبروها تدخلا غير مباشر في شئون مصر ولا يجب أن تقال من "مصري" وصل إلي أعلي منصب في الوكالة الدولية وحصل هو ووكالته علي جائزة نوبل للسلام عام 2005. بل ذهب البعض إلي أكثر من ذلك حيث أكد أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية جهة استشارية فقط وان علي البرادعي أن يوصي فقط احتراما لسيادة "بلده". "الأسبوعي" رصدت ردود فعل الخبراء حول حديث البرادعي بحيادية لحرصها علي نجاح مشروعنا النووي مع اعترافها أن المؤيد والمعارض يبغي المصلحة الوطنية وكذلك د. البرادعي. يوضح الدكتور أكثم أبو العلا المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء أن حوار الدكتور محمد البرادعي في برنامج "اتكلم" ألقي الضوء علي حقيقة مهمة وهي اعتقاد غالبية المصريين أن الطاقة الذرية مختزلة في المحطات النووية في حين أن هناك استخدامات متعددة للطاقة الذرية في الطب والزراعة والصناعة وغيرها والحقيقة الأخري التي يجب الاهتمام بها في حديث البرادعي أن مصر يجب أن تسير بخطوات ثابتة في الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية. الأمان النووي وأكد الدكتور محمد عبد السلام الخبير بوحدة الدراسات العسكرية ومدير برنامج الأمن الإقليمي بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام أن حديث الدكتور البرادعي في برنامج "اتكلم" حسم بعض الجوانب المرتبطة بالبرنامج النووي المصري وأهمها أن السير بثبات في البرنامج أفضل من السير السريع المتذبذب وأن التعاون مع وكالة الطاقة الذرية يعتبر أفضل ضمان لنجاح البرنامج. وحول ما قاله البرادعي عن الأمان النووي في مصر يؤكد الدكتور عبد السلام أن سجل مصر في الأمان النووي يعتبر جيداً قياسا بغيرها من الدول وأن كلام الدكتور البرادعي يقصد إلي شحذ الهمم للتعامل بجدية شديدة مع البرنامج النووي، ولا يقصد إلي احباط القائمين علي البرنامج. ويؤكد كذلك أن كلام الدكتور البرادعي يعني أن نلتزم بعدم تكرار التجاوزات التي حدثت في الماضي. ويؤكد أيضا أن كلام الدكتور البرادعي حول استكمال مصر لكل الدراسات قبل البدء في البرنامج يثبت أنه يتعامل مع مصر كأي دولة أخري وأنه يتمتع بالحياد في حين يبدي الدكتور أحمد عثمان أستاذ الطاقة النووية بكلية العلوم جامعة القاهرة تحفظه علي الكثير من كلام الدكتور محمد البرادعي في برنامج "اتكلم"، موضحا أن هناك بعض الحقوقيين المصريين وضعوا مسودة مشروع قانون ينظم عمل هيئة الطاقة النووية والعاملين بها سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة وتم استعراضه في مجلس الوزراء ثم ارساله إلي وكالة الطاقة الذرية في فيينا وأمينها د. البرادعي ومازلنا في انتظار ملاحظاته حول مشروع القانون. كما يؤكد الدكتور عثمان أن مصر بصدد فصل مركز الأمان النووي والذي يعتبر جزءاً من هيئة الطاقة الذرية ونقل تبعيته إلي رئاسة الوزراء بدلا من وضعه الحالي والذي يجعل تبعيته ترجع لوزارة الكهرباء والطاقة. وأشار إلي أن مصر ستنشئ هيئة للجودة والاعتماد تقوم بالتفتيش علي قواعد الأمان داخل المحطة النووية عند إنشائها وأن هذه الهيئة ستكون تابعة لرئيس الجمهورية مباشرة ومستقلة في قراراتها. ويضيف الدكتور أحمد عثمان في رده علي كلام الدكتور البرادعي أن مصر بالفعل لديها دراسة جدوي لإنشاء محطة نووية منذ فترة الثمانينيات وتم تحديث هذه الدراسة مؤخرا بعد إعلان الرئيس مبارك عن إعادة استكمال البرنامج النووي المصري.