الدكتور محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية والحاصل علي جائزة نوبل في السلام كان ضيفاً ل "لميس الحديدي" في برنامج "إتكلم" الذي أذيع علي الهواء يوم الاثنين الماضي وأثار ردود فعل كبيرة. "البرادعي" فتح قلبه وعقله ل "الحديدي" وأجاب عن كل الأسئلة والي تعلقت ببدء مصر برنامجها النووي السلمي ولقائه الرئيس مبارك خلال زيارته لمصر بخصوص هذا الموضوع.. كما تطرق أيضا الي ازمة ايران النووية وما حدث في العراق قبل سقوط صدام وقبل وجود منشآت نووية في سوريا والتي أغارت اسرائيل بسببها علي مواقع سورية بحجة استخدامها في "المجال النووي" كما تحدث ايضا عن جهود الوكالة مع جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من الاسلحة النووية واقناع اسرائيل بالتوقيع علي المعاهدة التي تحظر استخدام تلك الاسلحة. د. البرادعي قال بصراحة: ان الوكالة لن تعطي لمصر الضوء الاخضر لبدء برنامجها النووي إلا بعد استكمال الدراسات الخاصة بذلك.. مطالباً مصر ببناء بنية تحتية "نووية" قوية والاهتمام بالحد الاقصي للأمان النووي. البرادعي "المحامي المصري الكفء، والذي يقود أوركسترا من ألفي عالم في الوكالة الدولية والذي تقلد أرقي المناصب الدبلوماسية واكثرها حساسية، طالب بالاهتمام بالتعليم في مصر معربا عن قلقه من تراجع مستوي التعليم والقيم وثقافة التسامح وكذلك، غياب دولة "المؤسسات" التي تدفع المصري للامام. د. محمد البرادعي حكي في البرنامج تجربته "القاسية" في العراق والذي حاول فيها أن يجنبها الغزو بحجة امتلاكها للاسلحة النووية ولم تكلل جهوده بالنجاح ولاسيما انه لم يعط مهلة الثلاثة أشهر التي طلبها لحل تلك الازمة. البرادعي توقع حدوث انفراجة في الازمة النووية الايرانية هذا العام محذرا من استخدام الخيار العسكري ضدها حتي لا تحدث فوضي، كما طمأن البرادعي المشاهدين باستحالة حصول المتطرفين ومنهم تنظيم القاعدة علي أسلحة نووية وإن كانوا يسعون لذلك لإنها لن تحميهم. واعترف البرادعي للميس الحديدي بأنه تعرض لضغوط شديدة بعد تجربتي العراق وايران. وقال انه كان سيتقاعد من عمله بالوكالة لانه تعب من العمل، ولكن اعتراض امريكا علي ترشيحه لفترة اخري جعله يفكر في الاستمرار وهو ما حدث بالفعل. وأضاف البرادعي انه سيتقاعد العام القادم وسيتفرغ للتدريس وكتابة مذكراته وسيعيش بين النمسا ومصر.. وأنه مازالت تعجبه أغاني ام كلثوم. * كيف يمكن ان يكون المحامي رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية وليس عالم ذرة؟ ** عملي كمدير عام عمل سياسي واداري وليس عملا فنيا فلدي حوالي الفي عالم وانا قائد الاوركسترا، ولابد ان اتأكد ان سياستنا تتفق مع الدول الاعضاء بوجه عام واحفز واساعد إلي بناء المناطق الناقصة واظن انني افهم الحد الادني من التقنية اي افهم ما يكفيني لكي ادير الوكالة، فمهنة القانون تؤهل الانسان ان يفكر بطرية عقلية منظمة ويسميه علماء الاجتماع "مهندس الاجتماع" لانه يخطط للمستقبل وعلي صلة بالتطورات السياسية والادارية. * التقيت بالرئيس مبارك، وأعتقد انها لم تكن المرة الاولي تحدثت معه بأي قبعه؟ ** تناقشنا في هموم المنطقة وليست قبعتي كمدير عام للوكالة الدولية وتحدثت بقبعتين واحدة عن البرنامج النووي وبالطبع أيضا بقبعة المصري الحريص علي وطنه والفخور به ولا يوجد تعارض في النهاية. * هل لي ان اسألك: ماذا قلت لسيادة الرئيس؟ ** بالطبع قلت له اننا نحتاج للطاقة، ولابد ان يكون هناك دراسات جدوي جادة ولابد من الاهتمام بالحد الاقصي للامان النووي.. فمصر اخذت هذا القرار بناء علي دراسات لكننا مازلنا في حاجة لانشاء البنية التحتية قبل بناء المحطة الاولي وانشاء جهاز رقابي مستقل، واري اننا لدينا الوقت الكافي لانشاء المحطة والتي يستغرق بناؤها مابين 9 و10 سنوات حتي نقوم بما يقول به "الكتاب" كما يقولون. دراسات الجدوي * تحدثت عن الدراسات الجادة ما معني ذلك، هل ما رأيت ليس دراسات جادة؟ ** دراسات جادة ولكنها لم تستكمل بعد فلقد تحدثت مع الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء، وهم علي اتصال بالوكالة في تطبيق الدراسات، ولن تعطي الوكالة الضوء الاخضر قبل ان تستكمل الدراسات، فلابد ان نخطط لأنه حان وقت البناء لأنها تكنولوجيا معقدة وتحتاج لأسلوب رشيد في التعامل وتستلزم بنية تحتية معقدة تتواءم مع الامان النووي لأول محطة نووية.