يوم امس بدأ العام الجديد الذي استقبله العرب بابتسامة باهتة، لان الفرحة اختفت من القلوب التي اصبحت دامية.. فمسلسلات الاغتيالات ملأتها ببحور من الدماء لابرياء في العديد من الدول خاصة لبنان، والجزائر، وفلسطين، ودارفور السودان، اما العراق فحدث ولاحرج، فالضحايا فيها هم عنوان المرحلة السابقة والحالية والمقبلة. عام جديد استقبلناه بالامس نأمل ان تلتئم خلاله الجراح.. وان يسترد الجسد العربي قوته وان يسدل الستار علي الانقسام الفلسطيني وان يعود الوفاق الي الفرقاء في لبنان. عام جديد بدأ.. وانطلقت في اول ايامه السوق الخليجية المشتركة لتصبح واقعا ملموسا ، ولتكون النواة للسوق العربية المشتركة التي تعثرت خلال نصف قرن مضي علي بدايتها.. وليس عيبا ان يسبق الجزء المجموع اذا توافرت له المقومات التي تحقق له التواصل من اجل غد افضل. عام جديد سيعيشه المواطن العربي الطامع في المزيد من الحريات لتصبح الديمقراطية حقيقة علي ارض الواقع بعيدا عن المزايدات التي أسهمت في تدمير الخلايا السياسية في ادمغة المواطنين. عام جديد تدخل فيه دولنا العربية بقوة خاصة البترولية وهي متسلحة بالمزيد من الفوائض المالية التي تحتاج لخطة طموح لتحويلها الي مشروعات تسهم في دفع عجلة التنمية لتوفير فرص عمل للشباب. عام جديد نأمل ان يزدهر خلاله الاقتصاد العربي وان يصبح مجلس الوحدة الاقتصادية حقيقة وليس فقط مقرا يحمل هذا الاسم. عام جديد ينتظر العرب.. فهم اليوم في احسن احوال الوفاق فيما بينهم.. لكنهم يفتقدون المايسترو الذي يقود مسيرتهم لكيلا يستمر في اطلاق النغمات الشاذة التي أسهمت في تعميق الخلافات بينهم طوال سنوات مضت اتسمت بالخلافات التي وأدت وحدتهم ومزقت صفوفهم. عام جديد نريد ان تحمل ايامه الابتسامة التي هربت في ظل المآسي التي ألمت بالامة العربية وان يكون عام 2008 الافضل من عام مضي من عمرنا.