لم تكن زيارة الوفد السياحي المصري الي السودان مجرد زيارة عادية انتهت بتوقيع مذكرة تفاهم مشتركة بين الجانبين المصري والسوداني من اجل تنمية السياحة المصرية في السودان وانما جاءت تلك الزيارة لتؤكد عمق المصالح بين البلدين التي تتسع لتشمل مجالات اكثر من التعاون، وفي هذا الاطار تأتي مذكرة التفاهم التي قدر عدد من الخبراء السياحيين السودانيين ان تؤدي الي ضخ استثمارات سياحية تصل الي مليار دولار امريكي خلال السنوات الخمس المقبلة لتفتتح آفاقا جديدة للتعاون بين مصر والسودان وهذه المرة في مجال السياحية التي تزخر السودان فيها بامكانيات هائلة تساعدها علي ان تكون في مكاتة متميزة علي الخريطة السياحية العالمية وهو الامر الذي فطنت اليه عدد من الدول الاجنبية وابدت رغبة في المساعدة في تنمية السياحة السودانية ولكن الحكومة السودانية والقطاع الخاص السياحي فضلا ان تكون تلك المساعدة في نهضة هذه الصناعة من الشقيقة مصر وعن كل ذلك تدور هذه السطور. وكانت وزارة السياحة والحياة البرية السودانية قد دعت رئيس هيئة التنمية السياحية المصرية المهندس خالد مخلوف وجمعية رجال الاعمال المصريين للسياحة لنقل التجربة المصرية في التنمية السياحية الي السودان والمساهمة في تطوير ما هو قائم بالفعل من مشروعات وافكار لتنمية السياحة هناك. وكان الاعتذار المفاجئ لرئيس هيئة التنمية السياحية عن السفر قبلها بساعات قليلة سببا في وجود مخاوف من فشل المهمة غير ان نتائج الزيارة جاءت اكثر من ممتازة. وكما يقول نائب رئيس غرفة شركات السياحة ورئيس جمعية رجال الاعمال المصريين للسياحة عمرو صدقي فإن الخطوات الكبيرة التي قطعتها السودان نحو العمل علي تنمية شاملة في السودان كانت ابرز ما اكتشفه الوفد المصري جاء بصورة اكبر من المتوقع مؤكدا علي ضرورة اتحاد مصر والسودان في العمل بصورة مكثفة تعكس العلاقات التاريخية الكبيرة بين البلدين. واكد عمرو صدقي ان صناعة السياحة بما لها من روابط بحوالي 70 صناعة مكملة ومغذية يمكن بالفعل من اقامة نهضة اقتصادية في السودان بل ان هناك مجتمعات واقتصاديات دول يمكن ان تقوم علي صناعة السياحة وحدها ضاربا المثل بالنهضة السياحية في عدد من الدول الاوروبية خاصة اسبانيا وما قامت به من اجل نهضة سياحية كبري فيها. والسياحة النيلية واضاف ان السياحة في السودان هي امتداد طبيعي للسياحة المصرية ويمكن ان يكون اول المشروعات السياحية بين الجانبين تحت عنوان "سياحة وادي النيل" وهو يندرج تحته العديد من المشروعات وان كان اهمها بحث امكانية ربط وادي النيل في مصر والسودان وتنمية السياحة النيلية واقامة فنادق عائمة وامكانية امتداد الاستثمارات السياحية في البحر الاحمر في مصر الي البحر الاحمر في السودان. ورحب صدقي بتدريب عدد من العاملين في قطاع السياحة من السودان في الفنادق المصرية باعتبار ان تدريب العاملين في قطاع السياحة السودانية هو الركيزة الاساسية لاقامة صناعة كبيرة مشيرا الي انه تم عرض اقتراح باقامة معهد تدريب سياحي يخرج المزيد من المتدربين السياحيين من السودانين لتجويد المنتج السياحي السوداني وهو ما رحب به الجانب السوداني وطالب بتنفيذه سريعا. وقال انه في هذا السياق عرض نائب رئيس جمعية رجال الاعمال المصريين للسياحة طارق منصور تدريب عدد من السودانيين العاملين في مجال الغوص ومنحهم دورات كاملة في مصر علي نفقته من اجل تعظيم العمل في مجال الغوص في منطقة البحر الاحمر في السودان ومساعدة الجانب السوداني علي تنمية هذا النوع من السياحة. واكد صدقي علي اهمية اقامة بنية اساسية قوية ومتميزة في السودان وتيسير الاستثمار ومنح المزيد من الاعفاءات وتطوير قوانين الاستثمار في السودان من اجل جذب المزيد من رجال الاعمال واقامة العديد من المشروعات السياحية التي تحتاج التي تحفيز رأس المال السياحي للاقبال عليها. وقال ان الوفد المصري لرجال الاعمال السياحيين المصريين اختتم الزيارة بالتوقيع علي مذكرة تفاهم مع تكتل من شركات السياحة السودانية لتكوين شركة قابضة تضم الجانبين لبدء خطوات جادة في تنمية واعمار المناطق السياحية السودانية وتفعيل الشراكة المصرية السودانية في مجالات السياحة والفندقة والتدريب مشيرا الي ان الطرفين اتفقا في المذكرة علي العمل علي اعداد وتنفيذ برامج سياحية مشتركة للمنتج السياحي المصري السوداني في وادي النيل واعداد برامج تسويقية وتكثيف النشاط الاعلامي السياحي المصري السوداني عبر وسائل الاعلام المختلفة لتوعية الرأي العام في البلدين بأهمية توحد المنتج السياحي في البلدين وتكامله.