رسالة الدوحة: مصطفي عبد السلام فرضت قضايا زيادة معدلات التضخم بدول المنطقة والطفرة السريعة في أسعار النفط والسيولة المالية الضخمة نفسها علي المؤتمر المصرفي العربي لعام 2007 الذي بدأ أعماله أمس بالعاصمة القطرية الدوحة وينظمه لمدة يومين اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع مصرف قطر المركزي. وكان الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري قد افتتح أمس أعمال المؤتمر بكلمة طالب فيها المصرفيين العرب بعدم اليأس والإصابة بالاحباط، وقال إن الواقع العربي في هذه المرحلة من تاريخنا المشترك يواجه تحديات كبيرة في مقدمتها تأمين متطلبات التنمية المستدامة من أجل القضاء علي الفقر والتخلف، وأكد أن ما تظهره البيانات من معدلات مرتفعة للنمو الاقتصادي وتحسن في الأرقام الإجمالية لموازين المدفوعات العربية، والذي يرجع في أساسه لارتفاع أسعار السلع الأساسية في السوق العالمية، يجب ألا يقودنا إلي إغفال أوجه الضعف في الأداء الاقتصادي من منظور التنمية المستدامة. وفي كلمته حاول د. فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني التركيز علي الجوانب الإيجابية المتعددة في الاقتصاد العربي، حيث أشار إلي نمو حجم التبادل التجاري باستمرار في السنوات الماضية حتي وصل إلي 98 مليار دولار عام ،2005 أما الاستثمارات العربية البينية التي تم الترخيص لها في عام 2006 فقد قدرت بنحو 18 مليار دولار، وهذا الرقم لا يشمل الاستثمارات المالية كالأوراق المالية والودائع والصكوك. ومن جانبه انتقد يوسف حسين كمال وزير المالية القطري ضعف المراكز المالية للبنوك العربية، وقال إن قائمة أكبر 100 بنك في العالم لا تضم بنكاً عربياً واحداً، كما أن إجمالي رؤوس كل الأموال العربية لا يعادل أكبر بنك عالمي، وطالب بضرورة إيجاد بنوك عربية قوية قادرة علي مواكبة معدلات النمو المتصاعدة في المنطقة والبالغة 8.5% في الفترة من 2003 2007 مقابل 8.3% في الفترة من 1998 2002.. ورغم أن كمال أرجع زيادة معدلات النمو لارتفاعات أسعار النفط، إلا أنه أكد علي وجود عوامل أخري ساعدت في ذلك علي رأسها الإصلاحات الاقتصادية المهمة التي قامت بها دول المنطقة من تحديث للتشريعات والإصلاح المالي والضريبي. وقال إن هذه العوامل ساهمت في إيجاد المناخ المناسب لتشجيع القطاع الخاص للقيام بدور أكبر في العملية الاقتصادية. أما عدنان يوسف رئيس اتحاد المصارف العربية فأكد في كلمته علي أن منطقتنا تعيش حالياً حالة من التسابق بين الزيادات اللافتة في استثمارات القطاع الخاص بالتزامن مع الفورة النفطية وتصاعد التحديات والأزمات الجيوسياسية التي نتطلع إلي تجاوزها. وحذر رئيس اتحاد المصارف العربية من مشكلة البطالة، مشيرا إلي أن نسبة البطالة لدي فئة الشباب العربي المتعلم وصلت إلي درجة مقلقة عند حوالي 30% عام 2006 لتمثل بذلك أعلي مستوي بين مختلف مناطق وأقاليم العالم، كما أن لدينا مؤشرات مقلقة أيضاً بشأن حال الأمية في العالم العربي والتي تتجاوز 70 مليون شخص ضمن الفئات العمرية التي تزيد علي 15 عاماً، ناهيك عن الأمية المصرفية التكنولوجية وهي الأهم من بين الأميات جميعاً. وتطرق الشيخ عبد الله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي في كلمته لمشكلة تنامي معدلات التضخم داخل دول المنطقة حيث أشار إلي أن معظم الاقتصاديات العربية سجلت اتجاهات تصاعدية لمعدلات التضخم حيث تجاوز المعدل في بعضها مستوي 10%، وبالرغم من ذلك فإن معدل النمو الحقيقي قد ظل موجبا عند مستوي 5.5% سنويا.