اذا كنت تبغي السلام فعليك ان تعد للحرب هكذا قال فيجيس في القرن الرابع الميلادي يطبق النائب الفرنسي "الان مارسو" هذه العبارة اللاتينة القديمة علي مكافحة الارهاب ولان الامريكين لم يتبعوا هذه الحكمة حسبما اكد هذا القاضي السابق فقد وقعوا ضحايا لتفجيرات يوم 11 من شهر سبتمبر عام 2001. وبالفعل كشف "مارسو" بالتفصيل كيف ان الرئيس كلينتون كان قد وافق في عام 1998 علي ان يقوم جهاز الاستخبارات الامريكية بالقاء القبض علي "بن لادن" بواسطة بعض القبائل الافغانية التي كانت موالية للولايات المتحدة. وعملية "التسليم" كان يرتقب حدوثها في يوم 23 من شهر يوليو في نفس العام الا ان الامر الغي في شهر مايو حيث كان من المحتمل ان تسفر العملية عن ضحايا ولكنها كانت معقدة علي وجه الخصوص علي الصعيد القانوني بمجرد القاء القبض علي "بن لادن" كان ينبغي مثوله امام هيئة كبيرة للمحلفين في احدي المحاكم الامريكية التي ربما ما كانت لتتهمه لعدم ارتكابه اية جريمة "حيث ان كل هذا يجري قبل حدوث عملية تدمير مركز التجارة العالمي بثلاث سنوات" ولدي اخطاره بهذا التهديد فر زعيم القاعدة وقام بتنظيم عملياته سرا. وفي هذا الكتاب الموثق بدرجة كبيرة لم يسلط "الان مارسو" اهتمامه علي الامريكيين وحدهم اذ نذكر انه في عام 1986 كان قد انشأ وتولي ادارة قسم مكافحة الارهاب بالمحكمة وكان هذا القسم مسئولا عن التحقيق بشأن التفجيرات التي هزت باريس في منتصف الثمانينيات وباعتباره حاليا عضوا في البرلمان ينادي "مارسو" بالحاح بتأسيس مجلس امن جديد لا يتبع الساسة وحدهم ولكن يضم كذلك "اعضاء فاعلين منخطرين يوميا في نشاط اجهزة مكافحة الارهاب" وهذا الهيكل الجديد باعتباره سيكون اكثر احتكاكا بالميدان سيساعد حسبما اكد القاضي السابق في تحليل الخطر واتخاذ الاجراءات اللازمة للتصدي له وهو سلاح حرب قد يري "مارسو" نفسه اجدر المهيأين لرئاسته.