أثرت أزمة قطاع التمويل العقاري المرتفع المخاطر التي تعصف بأسواق الأسهم والائتمان العالمية علي أسعار النفط مرة أخري نهاية الأسبوع الماضي لكن الخسائر كانت محدودة لأن العوامل الأساسية لسوق النفط مازالت تدعم الأسعار. وشهدت أسعار النفط انتعاشة نهاية الأسبوع بعد أن ضخت البنوك المركزية سيولة في النظام المالي إلا أن سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي الخفيف في بورصة نايمكس قد تراجع خلال الأسبوع الماضي نحو 4 دولارات إلي 71.47 دولار للبرميل مقابل 75.48 دولار نهاية الأسبوع قبل الماضي وبلغ سعر عقود خام القياس الأوروبي مزيج نفط برنت 70.39 دولار للبرميل متراجعا من مستوي 74.75 دولار للبرميل الأسبوع قبل الماضي. وقد انتعشت اسعار النفط بعد تدخلات جديدة من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي" وبنوك مركزية أخري لضخ سيولة في أسواق المال. وضخت البنوك المركزية في شتي انحاء العالم ما لا يقل عن 326 مليار دولار خلال الثماني والاربعين ساعة الماضية في اسواق المال التي عصفت بها مشكلات في بنوك وصناديق معرضة لخسائر من قروض متعثرة في قطاع التمويل العقاري الأمريكي. وهوي النفط في ستة من أيام التداول السبعة الماضية وهو الآن يقل نحو عشرة في المائة عن ذروته في أول اغسطس وسط توقعات بهبوط موسمي معتاد في الطلب علي النفط ومخاوف من أن تؤثر ازمة قطاع التمويل العقاري في نهاية الأمر في الاقتصاد كله. وحد من هبوط اسعار النفط توقعات بأن الطلب علي النفط سيبقي قويا. وقالت وكالة الطاقة الدولية يوم الجمعة إن الطلب العالمي علي النفط سينمو في العام المقبل بمعدل اسرع من هذا العام وكررت دعوتها لأوبك لزيادة الإنتاج. وقال المحللون إن أسعار النفط ستتدعم كذلك باحجام اوبك عن زيادة انتاجها في اجتماعها المقبل في سبتمبر في فيينا مما يثير مخاوف من نقص الامدادات في الربع الأخير من العام قبيل ذروة الطلب علي وقود التدفئة في فصل الشتاء. وابلغت السعودية عملاءها في اليابان وأوروبا أن مستويات الشحنات إليهم لن تتغير في سبتمبر عنها هذا الشهر.. وقفزت واردات الصين من الخام في يوليو كما اظهرت بيانات الجمارك 39% مقارنة بما كانت عليه منذ عام.. وكان هذا اسرع معدل نمو لها منذ يناير عام 2006 وجاء علي الرغم من صعود حاد لأسعار النفط العالمية الشهر الماضي.