أصبحت كازاخستان آخر الدول الغنية بالبترول التي تشدد من اسلوبها في التعامل مع المستثمرين الغربيين بعدما اتهمت كونسرتيوم يعمل علي تطوير واحد من أكبر حقول البترول في العالم بانتهاك العقد المبرم معها وأعلنت عن رغبتها في تغيير شروط العقد. جاءت الخطوة ضد كونسرتيوم بقيادة شركة "أيني اس. بي. ايه" الايطالية لتعكس رغبة أغلب الدول الغنية في العودة إلي تأميم اصولها البترولية واعادتها إلي قبضة الدولة للاستفادة القصوي من هذه الثروات "الهيدروكربونية". كما تبين إلي أي مدي تنتشر هذه النزعة وحتي في بلد مثل كازاخستان والتي عرفت بتعاملاتها الودودة تجاه المستثمرين الأجانب ومن غير المتوقع وان لم يكن مستبعدا ان تذهب كازاخستان ابعد من ذلك كما فعلت دول أخري منتجة للبترول بالتدخل باسلوب عنيف لاعادة سيطرة الدولة علي قطاع الطاقة. وقال محللون ان الشركات العاملة في مجال البترول بكازاخستان لا تمتلك الخبرة الكافية والقدرات الفنية للتعامل مع المشكلات بنفسها وفي الأغلب ستطلب كازاخستان زيادة حصتها في الأرباح أو الحصول علي أسهم جديدة وهي طلبات سبق لدول غنية بالبترول ان طالبت بها ويتم تطوير حقل "كاشاجان" الهائل في بحر قزوين من جانب مجموعة تتزعمها شركة "أيني" وتضم شركات أخري مثل ايكسون موبيل كورب و"كونوكو فيليبس" الأمريكيتين و"رويال دوتش شل" من المملكة المتحدة وهولندا.. والفرنسية "توتال" واليابانية "انبيكس هولد نجز" وشركة "كزموناي جاز" وهي من كازاخستان. وحذر رئيس الوزراء الكازاخستاني شركة "ايني" قائلا: نري ان هناك تغييرا في الجدول الزمني لمشروع حقل "كاشاجان" وهو ما يمثل تغييرا في شروط العقد وأضاف: سنرد بشكل مناسب وأضاف وزير البترول ان كازاخستان ستطالب بحصة أكبر في الأرباح بمشروع حقل "كاشاجان" كتعويض عن التأخير. وأشار إلي ان الحكومة تتفاوض مع شركة "ايني" التي تقود الكونسرتيوم لزيادة حصة كازاخستان من 10% حاليا إلي 40%. ورفض متحدث باسم "ايني" التعليق علي تصريحات الوزراء إلا انه عقب قائلا ان تكاليف تطوير مشروع "كاشاجان" ارتفعت بسبب تغيير سعر صرف اليورو مقابل الدولار وزيادة الانفاق علي معايير السلامة والبيئة وتم اكتشاف حقل "كاشاجان" عام 2000 وهو الأكبر من نوعه منذ الكشف عن حقل "سيبريا" بالقطب الشمالي منذ 30 عاما وهو يؤكد قدرة "بحر قزوين" كأحد أكبر المناطق في العالم ثراء بالبترول وهو يحتوي علي احتياطيات تعادل المعدلات التي تناقصت في مخزونات بحر الشمال و"سيبريا" وكان المشروع قد تعرض للتأجيل أكثر من مرة بسبب تضخم التكاليف وفي شهر فبراير الماضي أعلنت "ايني" انها لن تبدأ في الانتاج قبل عام 2010 بزيادة عامين عن التاريخ الذي سبق الإعلان عنه وبتأخير خمس سنوات عن التاريخ المتفق عليه عند بداية المشروع.