في دائرة الأرقام القياسية يدخل فيلم "مرجان أحمد مرجان" مقتحما ومحققا سلسلة طويلة من تلك الأرقام فهو الأعلي ميزانية في تاريخ السينما المصرية والعربية حيث تجاوزت ال 27 مليون جنيه، كما أن أجر بطله عادل إمام هو الأعلي بين كل النجوم منذ إنشاء تلك السينما. وفي الوقت نفسه هو الفيلم رقم 120 في مشواره الفني وهو رقم صعب التحطيم كماً وكيفاً علي المستوي الجماهيري طبعاً.. وتمتد النظرة الرقمية إلي بطلته ميرفت أمين التي تعود لأفلامه بعد 22 عاما من الغياب بعد مشاركته في 3 أفلام قبل هذا التاريخ. وسجل فيلم "مرجان أحمد مرجان" رقما قياسيا جديدا حيث بلغت ايراداته مليوناً و800 ألف جنيه في 20 دار عرض خلال يومية فقط.. مما دفع أصحاب ومديري دار العرض إلي إقامة حفلات إضافية "ميدنايت" و"أفطر ميدنايت" من الساعة الثالثة وحتي الخامسة صباحا. كما ان أغنيات الفيلم بلغت تكاليفها 2 مليون جنيه ومن ضمنها أغنية "الواوا" التي قدمتها ميرفت أمين وأغنية "البرومو" التي حققت انتشارا كبيرا داخل الشارع المصري بعد عرضها في المحطات الفضائية. ومن المفارقات الطريفة في "نظرية الأرقام" هي وضع ميزانية تقدر ب 180 ألف جنيه لتصميم 140 بدلة رجالي لاستخدامها داخل الفيلم وكانت من تصميم "البدراوي" وهو الترزي الخاص بالرئيس الراحل محمد أنور السادات وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وارتداها كل العاملين بشركة "مرجان" حتي "البودي جارد" المرافق له.. بجانب ميزانيات ضخمة أخري مثل تكاليف الديكور الذي ظهر في الفيلم "لمجلس الشعب" وقررت الشركة الابقاء عليه لتكلفته العالية وكماله. و"مرجان أحمد مرجان" علي الشاشة يحكي قصة رجل الأعمال "مرجان" الناجح الذي له شبكة علاقات ضخمة مع الكثير من الشخصيات المهمة كرجل اقتصاد ومال كبير في السوق تتراوح اعماله ما بين شركات الأطعمة الجاهزة والألبان والسياحة والمقاولات والإعلام، أي صاحب امبراطورية اقتصادية ضخمة ولكنه يعاني في الوقت نفسه من نقص داخلي بسبب عدم استكمال تعليمه وهو الشيء الوحيد الذي لا يمكن اخفاؤه أو شراؤه بثروته ونفوذه لكن أولاده وهم شريف سلامة وبسمة يقنعونه بضرورة الدراسة وبعد فترة من الرفض يقتنع ويلتحق بنفس الجامعة التي يدرس فيها أولاده. وفيها يبدأ رحلة جديدة من حياته حيث يتعامل مع الجامعة والتعليم بمنطق رجل الأعمال الحريص علي تحقيق المكاسب وعقد صفقات "البيزنس".. وينخرط "مرجان" في ممارسة الأنشطة المختلفة في الجامعة بنفس المنطق فهو يبدأ مشروعاته الاستثمارية مع إدارة الجامعة كرجل أعمال محترف ويمتد نفوذه إلي كل المراكز الطلابية فهو رئيس فريق التمثيل ورئيس فريق الكرة ويقيم علاقات قوية مع كل الطلاب سواء المتحررون منهم أو المتشددون الذين ينتمون إلي الجماعات المتطرفة ورغبته في الحصول علي "حصانة" يرشح نفسه في انتخابات مجلس الشعب وينجح رغم تقدم أستاذته في الجامعة أمامه ومساندة أولاده لها. مشاكل بالجملة إن الدافع الحقيقي لتقديم فيلم بهذه النوعية انه يتناول عددا من القضايا والمشكلات التي تواجه المجتمع حاليا وأبرزها مشكلة "التعليم".. والفيلم يرتكز علي أخطر مرحلة وهي مرحلة التعليم الجامعي باعتبارها المحطة الأخيرة في اعداد شباب المجتمع الذي من المفترض ان يقوم بدور أساسي فيه ومن هنا يضغط الفيلم علي مشكلات الشباب في الجامعة ويكشف من خلال التسلل إلي الأنشطة التي يمارسونها أوجه الخلل الحقيقي والأسباب التي تترتب عليها مشكلات كبري مثل مشكلة التطرف والانحلال الأخلاقي وغيرها من القضايا المهمة.. لا يكتفي الفيلم بهذا الجانب فقط بل يقتحم الحياة البرلمانية ويتصدي لكشف ألاعيب الانتخابات وغيرها من أساليب المتاجرة بأرزاق البسطاء من أبناء المجتمع. وذكاء النجم عادل إمام في ان الشخصية التي يقدمها في الفيلم ليست شريرة بشكل مطلق أو مثالية بل هي شخصية واقعية وعادية موجودة في المجتمع وهي الشخصية التي تسعي لامتلاك كل شيء بسلاح المال وتكتشف في النهاية ان السلاح الحقيقي للسيطرة هو "العلم".. في المقابل تجسد الفنانة ميرفت أمين دور الاستاذة الجامعية "جيهان" وهي رمز لميزان العلم مقابل المال وبعد مفارقات كوميدية شديدة التأثير تنجح في تحقيق المعادلة الصعبة يبرز في مشهد النهاية وهو مشهد زفاف "مرجان" علي الدكتورة "جيهان" وهو المشهد الذي تخلل تصويره العديد من المفارقات حيث تطلب تصويره استخدام 50 دراجة بخارية وأكثر من 20 سيارة من أحدث الموديلات لكي تشارك في زفة بطلي الفيلم "مرجان" و"جيهان" في شوارع القاهرة ما بين الشارع المقابل لدار الأوبرا مرورا بكوبري قصر النيل ومناطق الكورنيش والدقي والعجوزة.