موجة الحر الشديدة الحالية والتي قابلها ارتفاع في معدلات استهلاك الطاقة بسبب الاسراف في تشغيل أجهزة التكييف جعلت البعض يفكر في كيفية الحد من استهلاك الطاقة الكهربائية والتي ترتفع بمعدل 7% سنويا والترشيد في استخدامها عن طريق استخدام طاقة بديلة وموفرة وفي نفس الوقت التقليل من نفقات استهلاك الطاقة، ولاسيما بعد أن أصبح المستهلك حائراً بين نار الصيف القائظ وفواتير الكهرباء المشتعلة. وقد استغل البعض هذه الفرصة ويداعب أحلام المواطنين بالتمتع بهواء التكييف البارد، وبأقل عدد من الجنيهات، ومنها إعلان نشر بإحدي الصحف يقدم أول جهاز موفر لاستهلاك الطاقة الكهربية بمصر، مستورد مباشرة من الصين وطلب الاعلان موزعين لهذا الجهاز في جميع المحافظات وعندما اتصلت العالم اليوم "الأسبوعي" بالشركة المعلنة تليفونيا، أكد مسئول بالشركة ان الجهاز يوفر في استهلاك الكهرباء بنسبة 35% حيث يقلل من نسبة الكهرباء المفقودة غير المستخدمة ويطيل عمر الأجهزة الكهربائية المنزلية، وكل ذلك بسعر 175 جنيها فقط! وهذا بالطبع كلامي خيالي. نصب وخداع وقد أبدي الدكتور عبد السلام البسمي استاذ قسم هندسة كهربية بكلية الهندسة شبين الكوم دهشته من وجود جهاز موفر للطاقة ونفي وجود مثل هذه الأجهزة التي تستطيع أن تقلل من معدل استهلاك الكهرباء داخل المنزل، فمعدل الكهرباء المفقودة أو القدرة الظاهرية، هي التيار الكهربائي الذي يسري داخل الموصلات والأسلاك ولا يترتب عليه استهلاك فعلي للطاقة، وشركات الكهرباء تحاسب المصانع فقط - وليس المنازل - علي القدرة الظاهرية، وهناك تكنيك قديم يعرفه جميع المهندسين في المصانع للتقليل من تلك الكهرباء المفقودة أما فاتورة الكهرباء المنزلية - والكلام للبسمي - فيتم حساب الاستهلاك الفعلي فقط للأجهزة بالكيلو وات في الساعة، وتقليل الاستهلاك يكون إما بعدم استخدام الأجهزة أو تعطيل عداد الكهرباء وهي جريمة يعاقب عليها القانون، أما ترشيد الاستهلاك فمن الممكن تحقيقه باستخدام اللمبات الموفرة، التي تعطي طاقة ضوئية أعلي من اللمبات العادية، وتستهلك كهرباء أقل فاللمبات الموفرة سعة (4 وات) تماثل في الاضاءة لمبة عادية قوتها (100 وات). تكييف بالغاز ومما يدعو للتفاؤل إعلان آخر يبشر بظهور أجهزة تكييف تعمل بالغاز الطبيعي والذي يعتبر سعره منخفضا بكثير بالمقارنة بسعر أجهزة التكييف التي تعمل بالكهرباء. المهندس مصطفي حبيب الخبير في شركة جاز كول يؤكد أن أجهزة تكييف الهواء التي تعمل بالغاز الطبيعي هي الحل الأمثل لخفض استهلاك الكهرباء فعند مقارنة تكاليف التشغيل بينها وبين أجهزة التكييف الكهربائية نجدها من 40 - 50% أقل من سعر الكهرباء، وهي لا تستخدم غاز الفريون، بل تعتمد وحدات التبريد (تشيللر) علي الماء في تبريد الهواء مما يجعلها أجهزة صديقة البيئة اضاف انه في المباني الحديثة تحت الانشاء يمكن اخفاء مواسير مياه التبريد التي تمتد من الجهاز داخل الحوائط، مثل وصلات المياه والكهرباء المعتادة أما بالنسبة لعامل الأمان فالأجهزة مزودة بنظام اتوماتيكي يغلق الغاز عند انطفاء الشعلة ويمنع تسربه. عداد خاص وعند استخدام الجهاز في تكييف مول تجاري او عمارة سكنية (بحسب قول المهندس حبيب) يمكن تركيب عداد خاص لكل محل أو وحدة سكنية لقياس معدل الاستهلاك وتحصيله عن طريق شركات الغاز الحكومية، حيث يتم استيراد وحدات التكييف (الغاز) بالكامل من اليابان، ويتم الاعداد حاليا لمصنع لتجميع الاجهزة في مصر، لخفض سعر الوحدات التي يتجاوز سعرها ألف جنيه وتوجد منها وحدات تعطي 40 طن تبريد وتصلح لتكييف القصور والفيلات السكنية بمساحة 400 متر ووحدات تعطي تبريد 130 طنا تصلح لتبريد عمارة سكنية مكونة من 4 أدوار، وتوجد وحدات تعطي 1200 طنا تبريد للمشاريع الكبري مثل الفنادق والنوادي والمصانع وتستخدم في القرية الذكية بكفاءة منذ عامين، وقال حبيب إنه يتم التفاوض مع البنوك لامكانية تمويل هذه الأجهزة وفي المستقبل سوف يتم انتاج أجهزة صغيرة الحجم تصلح للمنازل بأسعار مناسبة. الشمس غالية أما عن الطاقة الشمسية وغير المستغلة مما أثار والمتوافرة في بلادنا وبالمجان التساؤل حول عدم استغلالها في تشغيل أجهزة التكييف وتوفير الطاقة الكهربية الدكتور حسين محمد سليمان أستاذ مساعد الطاقة الشمسية بالمركز القومي للبحوث ينفي امكانية استخدام تلك الطاقة في تشغيل وحدات تكييف منزلية صغيرة الحجم، فهي اقتصاديا غير صالحة في بلادنا لارتفاع تكلفة انشاء المجمعات الشمسية اللازمة لتشغيل الأجهزة والتي تحتاج إلي عدد كبير منها وهي تعمل بنفس نظرية أجهزة التكييف بالغاز الطبيعي التي تعتمد علي الماء في التبريد. مشيرا إلي أن أمريكا وألمانيا تستخدمان هذه التكنولوجيا الحديثة في تشغيل أجهزة تكييف مركزية ضخمة للمنشآت الكبري، فكلما زاد حجم الجهاز قلت تكلفة استخدام الطاقة. موكيت كهرباء وآخر صيحات توفير الطاقة الكهربائية في المنشآت الاقتصادية والمنازل ما ذكرته صحيفة لوفيجارو الفرنسية بأن مجموعة من الباحثين في جامعة طوكيو، ابتكروا "موكيت" من البلاستيك قادراً علي توصيل الكهرباء للأجهزة الكهربائية واضاءة اللمبات بدون الحاجة إلي توصيل الموكيت بالأجهزة عن طريق سلك كهربائي ويتطلب لتحقيق ذلك تثبيت بوبينات صغيرة جدا من النحاس، تحت الموكيت تتولي مهمة نقل المجال المغناطيسي إلي بوبينات مماثلة مثبتة في الجهاز المراد تشغيله لايجاد مجال كهرومغناطيسي يؤدي إلي توليد الكهرباء. ويؤكد البروفسير تاكيو سوميا الذي قاد فريق البحث الياباني - وفقا لما نشرته الصحيفة - انه أمكن حتي الآن، توليد كهرباء متي تغيير المجال المغناطيسي بقوة 30 وات، مشيرا إلي أن الأبحاث تؤكد أنه يمكن زيادة قوة التيار الكهربائي المتولد بنحو 35% ولن يزيد سعر متر "الموكيت العجيب" علي 100 يورو، عند طرحه في الأسواق خلال الثلاث سنوات القادمة أو أكثر قليلاً، مما يفتح باب الأمل أمام الإنسان في العيش بمنازل تتمتع بالطاقة الكهربية، بدون فواتير الكهرباء المزعجة في وقت يعاني فيه العالم من ارتفاع أسعار الطاقة.