نعم أصبحت الثانوية العامة زلزالاً في حياة الطالب وفي حياة الاسرة المصرية .. ولهذا الزلزال توابع ايضا .. ولست ادري علي وجه اليقين ما العوامل الكامنة او غير الكامنة التي ادت إلي تكون هذا الزلزال .. هل لأنها مرحلة حاسمة في مستقبل الطالب ومن ثم مستقبل الاسرة؟ هل لأنها خضعت لتجارب عديدة بعضها مدروس بجدية وبعضها ليس كذلك مما أدي الي آثار ليست ايجابية في المرحلة النهائية؟ هل لأن سباق الدرجات في تلك المرحلة جعل المنافسة اصبحت مصارعة .. والمصارعة اصبحت اشتباكاً وسيلة لفضه أو حله.. هل لان الدروس الخصوصية وكثافتها في تلك المرحلة من الدراسة علي وجه الخصوص جعل للموضوع ابعادا اقتصادية خاصة فالبيت المصري محتشد من اجل الثانوية العامة للحصول علي المجموع الذي يؤهل الطالب لما يريد اهله وذووه ان يدخله من الكليات ولكي يأتي ذلك في النهاية مبررا لتلك النفقات الخاصة التي تتحملها الاسرة في سبيل هذا الكفاح لعل تلك بعض الاسباب التي يراها الناس في تفسير عوامل كامنة وغير كامنة وراء زلزال الثانوية العامة ويضيف اليها البعض عناصر اخري مهمة منها: تعدد نظم الحصول علي الثانوية العامة من النظام الحكومي المعروف الي نظام الثانوية الانجليزية IGCSE واخواتها من امريكية والمانية وغيرها. تعددت مصادر المدخلات من طلاب مصريين حاصلين علي الثانوية العامة من مدارس مصرية حكومية او خاصة او طلاب مصريين حاصلين علي الثانوية العامة مدارس عربية او اجنبية واتباع نظام الحصص المخصصة لبعض المدخلات او المصادر علي نحو اوجد العديد من التعقيدات التي اضافت الي مجري الثانوية العامة المزيد من التوابع. وقد طالعتنا بعض الصحف اليوم في صفحاتها الاولي والتي استمرت إبان ايام الامتحان تضع لنا من العناوين في صحفاتها الاولي ايضا اخبار كل امتحان لكل مادة ومدي سهولته او صعوبته والعينات التي اخذت للتصحيح من كل مادة ونسبة النجاح مقارنة بالعام السابق وتتجه كل الاخبار لطمأنة الناس فالاسئلة حتي التي لم تكن سهلة من وجهة نظر الطلاب جاءت نتائج النجاح في العينات التي اخذت منها مرتفعة. حملت لنا هذه الصحف امرين اساسيين:- الاول: جاء في جريدة اخبار اليوم "7/7/2007" ينتهي تصحيح الثانوية العامة الخميس المقبل واعلان النتيجة يوم 21 يوليو. والثاني : جاء في جريدة الجمهورية بالصفحة الاولي ايضا في ذات التاريخ يقول ان الجامعات الخاصة لجأت الي حملة دعائية بفتح ابواب كلياتها للطلاب لحجز اماكن بها قبل اعلان نتيجة الثانوية العامة لتتمكن هذه الجامعات من رفع لافتة كامل العدد والايحاء بالاقبال الكبير عليها. وسمحت كليات الطب وطب الاسنان والصيدلة والعلاج الطبيعي والهندسة بحجز اماكن بها مقابل استمارات التحاق بمقدم حجز يتراوح بين الف والفي جنيه وملء تلك الاستمارات وحدث ذلك قبل ان يحدد مجلس الجامعات الخاصة اعداد المقبولين بهذه الجامعات او الحد الادني للقبول بها وتم حجز تلك الاماكن بالكليات الخاصة عن طريق سماسرة ومكاتب توريد طلاب باسماء وهمية في مصر والدول العربية بمقابل وصل الي 500 دولار للطالب العربي .. وقد رفعت الجامعات الخاصة اسعارها بنسبة من 25% عن العام الماضي. ايها السادة سيبدأ مارثون التقدم الي مكاتب التنسيق للجامعات بحيث يتم اعلان النتائج ثم المرحلة الاولي واعلان نتائجها ثم المرحلة الثانية ونتائجها وحتي المرحلة الاخيرة. السؤال ثم ماذا بعد؟ يجب ان نلتفت إليه أعني قضية جودة التعليم وسط هذه المنظومة الغريبة والمدهشة. ان نقابة الاطباء ارتفع صوتها بالتحذير من زيادة اعداد المقبولين بكليات الطب دون وجود الميزانيات او التجهيزات او المتطلبات اللازمة للحفاظ علي جودة التعليم الطبي .. ولكن لا مجيب والنقابة بصدد كما نشر بالصحف رفع قضية علي المجلس الاعلي للجامعات الي هذا الحد وصل زلزال الثانوية العامة وتوابعه. ايهاة السادة: ما القضية وما الموضوع؟ وهل سوف يستمر الامر علي هذا الحال .. ام انه اصبح من الضروري ان نقف وقفة جادة في اعادة النظر في المسألة برمتها. والقضية اقيمت من اجلها المؤتمرات وعقدت من اجلها الندوات واهدت بشأنها العشرات من الدراسات وشكلت لها العديد من اللجان.. واعلم ان الوزارة والحكومة لديها رؤية واضحة في هذا الصدد ولكن لم يتم تسويقها اعلاميا بشكل جيد . كما اعلم ان بعض اولياء الامور يسلكون احيانا ضد ما تقضيه عملية الاصلاح في مجال التعليم .. وأعلم ان مزيدا من الاموال يجب ان يتجه الي قطاع التعليم. ونعلم مشكلة المدارس ومشكلة الكليات ومشكلة الطالب ومشكلة المعلم الذي انصفناه باصدار الكادر الخاص ولكن هل سوف يؤثر ذلك لنا علي مخرجات عملية التعليم ومدخلاتها ان هذا دورنا جميعا كمجتمع ولكن الامر يتطلب ان يقود احد او جهة ما خطواتنا من اجل رسم ادوار كل الاطراف المعنية من طلاب ومدرسين واولياء امور ومدارس واهل الفكر واصحاب الرأي واعلام وثقافة ومجتمع مدني ونقابات واحزاب .. نعم ان الامر يخصنا جميعا .. فمن يمسك المصباح ويدفعنا الي طريق الضياء حتي يختفي زالزال الثانوية العامة وتوابعه من حياتنا لتصيح اكثر اشراقا.