في معرض تواصلنا مع المحاور الستة لإدارة المعرفة من تشخيص، وتحديد الأهداف، وتوليد المعرفة، وتخزين المعرفة، ونشر وتوزيع المعرفة، وتطبيق المعرفة.. تناولنا من هذه المحاور الأربعة الأولي ونتوقف هنا عند المحور الخامس: خامسا: نشر وتوزيع المعرفة. باعتبار المعرفة موجودا فإنها تزداد بالاستخدام والمشاركة وتلك إحدي خصائصها المميزة.. فتبادل الخبرات والافكار بين الافراد يؤدي إلي نمو وتعاظم المعرفة لدي كل منهم ومن هنا سعت المنظمات إلي تشجيع عمليات المشاركة في المعرفة والتي تنطوي علي عدة أبعاد وتتضمن عدة مفاهيم من أهمها: التوزيع والنشر Distributing، والمشاركة Sharing والتدفق Flow، والنقل Transfer، والتحريكMoving.. وكل ذلك إنما يسعي لنقل المعرفة وهذا النقل يستلزم كما ذك "باداركو" توافر 4 شروط هي: * وجود وسيلة لنقل المعرفة قد تكون شخصا أو وسائل أخري. * أن تكون وسيلة نقل المعرفة مدركة ومتفهمة تماما لهذه المعرفة ومضمونها وفحواها وأن تكون قادرة علي نقلها وتوصيلها. * يجب أن تتوافر الحوافز والدوافع اللازمة لنقل المعرفة. * يلزم عدم وجود معوقات تحول دون نقل المعرفة وهناك عدة أساليب لتوزيع المعرفة ونشرها، لعل من أهمها: *فرق التوزيع الداخلي للمصرفة * شبكة المعلومات الداخلية "الانترانت" *التدريب *وكلاء المعرفة * تبادل الوثائق * حلقات المعرفة وحلقات التعلم والحوار والنقاش ويري البعض أن عمليات نقل المعرفة وتوزيعها ونشرها تستلزم تحويلها من مصرفة ضمنية إلي مصرفة ظاهرة. ويؤكد خبراء إدارة المعرفة أهمية الانتباه إلي 3 عوامل في عملية المشاركة المشاركة بالمعرفة وهي: أولا: أن عملية المشاركة تستلزم التحول من العمل الفردي إلي العمل الجماعي أي وجود نظام . ثانيا: اختلاف أسلوب وطبيعة المشاركة في المعرفة تبعا لنوع المعرفة. ثالثا: أن المشاركة بالمعرفة تختلف عن المشاركة بالمعلومات لأن الاخيرة لا تتضمن عنصر التفكير. وفي ضوء ذلك كله يمكن أن نخلص إلي النتائج التالية: * أساليب التدريب والحوار تلائم توزيع المعرفة الضمنية أما المعرفة الظاهرة فيمكن نشرها بالوثائق والنشرات والتقارير الداخلية وبعملية التعلم. * إن المهم في توزيع ونشر المعرفة هو ضمان وصول المعرفة الملائمة إلي الشخص الباحث عنها في الوقت الملائم حتي يستطيع استعمالها أو إعادة استعمالها أو الاستفادة منها وتطبيقها.. وهذا ينقلنا إلي المحور السادس في ادارة المعرفة Application أي تطبيق المعرفة. فإلي لقاء غدا بمشيئة الله..