هل كان احد يتصور في يوم من الايام ان يكون هذا هو مصير القضية الفلسطينية ومصير شعبها المنكوب .. هل كان احد يتصور ان يكون هذا هو حال الشعب الفلسطيني بعد 50 عاما من النكبة.. ماذا يقول الاخوة الاعداء ابومازن وهنية عن دماء الشهداء والاطفال والامهات .. ماذا يقولون عن عشرات السنين التي ضاعت من الكفاح والحلم والقضية .. ماذا يقولون عن المعارك التي خاضها الابطال الحقيقيون من اجل ابطال مزيفين.. ماذا يقول العالم العربي عن الاف الملايين من الاموال التي ضاعت في الحروب والمعارك والاف الشهداء الذين سقطوا والاف الفرص التي ضاعت والاف الاحلام التي انتهكت .. هل هذا هو مصير فلسطين ومصير العرب ومصير القضية .. ان اسرائيل تعيش الان ازهي مراحل تاريخها ازدهارا وهي تشاهد ابناء الشعب الواحد يقتلون بعضهم بعضا .. لقد كان العرب يعيشون علي حلم العودة، عودة الشعب المكافح الي ارضه .. ماذا يكتب الكتاب الان وماذا يقول الشعراء وماذا عن نزيف الدم الذي تدفق 50 عاما بطول وعرض هذه الامة من اجل حلم اسمه فلسطين. إن العار الذي يشعر به كل عربي الان يتجاوز كل حدود المشاعر .. ان ما يحدث الان هو النكبة الحقيقية وهو النكسة التي لم ينتظرها احد في الهزائم السابقة التي لحقت بالعرب، كانوا يحاربون العدو وماذا عن الهزيمة التي نراها الان .. هل يمكن لنا ان نتصور في يوم من الايام نتائج هذه الهزيمة .. القوات الفلسطينية تحارب بعضها بعضا وتقتحم معاقل بعضها وتحتفل بالانتصارات .. اي انتصار هذا الذي يجيء علي جثث الاطفال الابرياء .. اي انتصار هذا الذي اطاح باحلام امة وقضية شعب اي انتصار هذا بعد ان سقطت اخر معاقل الكرامة اذا كانت لدينا بالفعل كرامة .. إن هذه الصورة تعيد لنا تاريخا قديما بين الاخوة الاعداء عندما اقتحمت جيوش معاوية بيوت آل البيت وعندما حارب ملوك الطوائف بعضهم بعضا وعندما فتح الجبناء والخونة ابواب بغداد لهولاكو ..تاريخنا كله ملطخ بالدماء والعار والصراعات بين الاخوة والاشقاء ..ان كل نقطة دم تلعن الان هذه الصورة التي نراها علي جدران بيوتنا، وهو عار ما بعده عار!..