محمد إبراهيم - راضي عبد الباري - إسلام عبد التواب رفع الحدود السعرية علي ال 100 سهم الأكثر نشاطا بالبورصة من المقرر العمل به الأحد المقبل لقي مزيج من الترهيب والاعتراضات في نفس الوقت من جانب المتعاملين بالسوق. برر المعترضون آرائهم بأن الرفع من شأنه الاضرار بصغار المستثمرين الذين سيرفع القرار الحماية عنهم ويعرضهم لمخاطر كبيرة في ظل الهبوط للسهم 20% حال التراجع. علي الجانب الآخر أيد البعض قرار رفع الحدود السعرية مؤكدين أنه سيحد من أسهم المضاربة التي ازدادت مؤخرا وأضرت بالسوق وصغار المستثمرين. توقعوا ان يحد القرار من المضاربات والعروض والطلبات الوهمية علي أسهم بعينها وهو ما يدفعها للصعود دون مبررات منطقية معتمدة علي نتائج اعمالها أو أحداث جوهرية تستدعي الارتفاع. الضحية.. صغار المستثمرين اعتبر محمود شعبان رئيس مجلس إدارة شركة الجذور لتداول الأوراق المالية قرار سري الدين بفتح الحدود السعرية عن 45 سهما اضافية ليصبح اجمالي الأسهم المفتوح عليها الحدود السعرية 100 سهم بمثابة مشكلة كبيرة للسوق وصغار المستثمرين تحديدا. أوضح ان فتح الحدود السعرية عن بعض الأسهم خاصة اسهم المضاربات واسهم ال 5% خطر كبير لأنه بذلك سيرفع الحماية عن صغار المستثمرين بالسوق ويعرضهم لمخاطر كبيرة في المستقبل القريب. أبدي اعتراضه الشديد علي هذا القرار، مشيرا إلي أن تحديد حدود سعرية للأسهم بمثابة سقف لحماية المتعاملين بالسوق لأن الأمر سيصبح أكثر مأساوية لصغار المستثمرين الذين سيصبحون "طعماً" للمضاربين. أضاف: لا يوجد أية اعتراضات علي فتح الحدود السعرية علي الأسهم الكبري والأسهم القيادية باعتبارها اسهماً ذات قيمة ومراكز مالية جيدة ونظرا لوزنها النسبي في المؤشر الرئيسي للبورصة "case30" لأن طبيعة هذه الأسهم جيدة ودائما ما يدخلها مؤسسات كبري ومستثمرون ذوو خبرة ووعي. اشار إلي ان الاسهم الكبيرة من الطبيعي ان تتأثر بنتائج اعمالها وميزانياتها والاخبار الايجابية المتعلقة بها في حين ان الاسهم الصغيرة واسهم المضاربات يتحكم فيها المضاربون بصورة كبيرة ومبالغ فيها. اكد ان السيناريو القادم للبورصة سيكون مأساويا وبه الكثير من المشاكل خاصة ان القرار لم يكن في محله او وقته المناسب مطلقا وقد يؤدي الي المزيد من التوتر. طالب باعادة النظر مرة اخري في القرار بما يتناسب مع ظروف السوق مشيرا الي انه قد يكون بالفعل في صالح السوق لكن ليست في مثل هذه الظروف. اكد ان نقص الثقافة الاستثمارية يعد احدي اهم المشكلات التي من الممكن ان تزيد من خطورة السوق وزيادة المخاطر به وتلحق بالمستثمرين. دعا الي المزيد من التوعية لهؤلاء المستثمرين حتي يستطيع المستثمر ان يفرق بين الاسهم التي من المفترض ان يشتريها واسهم المضاربة التي معظمها بلا أساس مالي. تراجع أسهم ال5% اكد مصطفي الاشقر المحلل المالي بشركة جراند انفستمنت للاوراق المالية ان القرار ليس في مصلحة السوق في الوقت الحاضر خاصة ان هناك تراجعاً في غالبية اسهم ال5% مشيرا الي ان غالبية المستثمرين يبتعدون عن هذه الاسهم بعد فتح الحدود السعرية عليها. توقع خسائر كبيرة يتعرض لها صغار المستثمرين خاصة ان عدداً كبيراً منهم "محبوس" داخل هذه الاسهم وغير قادرين علي الخروج منها. اكد ان القرار في حد ذاته سلاح ذو حدين يمنع المضاربات ويجعل المستثمرين يتجهون الي اسهم مؤشر Case30 مشيرا الي أن الاسهم الكبيرة سوف يقبل عليها المستثمرون مرة اخري. اعتبر هاني توفيق رئيس اتحاد المستثمرين العرب قرار هيئة سوق المال بفتح الحدود السعرية عن 45 سهماً اضافية ليصبح اجمالي الاسهم المفتوح عليها الحدود السعرية 100 سهم قراراً صائباً وبمثابة اضافة كبيرة للسوق وحماية لصغار المستثمرين تحديداً. اشار إلي ان رفع الحدود السعرية علي اسهم ال 5% اسهم المضاربات في البورصة يحد من عملية المضاربات الامر الذي سيمنع العروض والطلبات الوهمية علي هذه الاسهم. لفت إلي ان القرار جاء متأخراً وكان يجب ان يصدر منذ فترة كبيرة من أجل الحد من عمليات التلاعب والمضاربة التي سيطرت علي معظم الأسهم بالسوق في الفترات الماضية. اكد ان قرار الهيئة برفع الحدود السعرية عن الأوراق المالية المائة الاكثر نشاطاً يهدف الحد من مخاطر التلاعب بالأسعار بعدما اظهرت الممارسة العملية خلال السنوات الماضية ان بعض الاوراق المالية التي تخضع لحدود سعرية قد تتعرض لمخاطر محاولة التأثير علي أسعارها بشكل يتعارض مع الهدف الرئيسي من وضع الحدود بداية الأمر. توقع ان يؤدي القرار لرفع كفاءة السوق وزيادة السيولة إلي جانب عمق التداول علي الأوراق المالية والحد من قدرة عدد محدود من المتعاملين في التأثير علي اسعارها والتلاعب بها.