«لو كان معاهم فلوس كانوا خرجوا».. شهادة صادمة عن انهيار عقارات حدائق القبة (قصة كاملة)

«مفيش حاجة أوحش من إنك تصحى من النوم على دخان ما تعرفش جاي منين، وناس بتصرخ، وعيال بتعيط.. حسّيت إني جوّه كابوس، بس كنت صاحي».. هكذا بدأ «هشام»، 48 عامًا، أحد سكان شارع أبوسيف من الخليج المصري بحدائق القبة في القاهرة، حديثه عن لحظة انهيار عقارين كاملين مع سقوط جزء من ثالث، في صباح مشؤوم لا يشبه أي صباح- على حد وصفه.
انهيار عقارين بالكامل في حدائق القبة
كان الوقت تعدى الحادية عشرة صباحًا حينما غطى غبار كثيف سماء الشارع، قادم من ناحية البيتين المنهارين. «هشام»، يقول: ««فاكر كويس إننا فجأة لقينا الدنيا كلها ضباب، وريحة تراب، وصرخات، الجيران جريوا، والناس اللي في الشارع ماكنتش فاهمة هو إيه اللي بيحصل».
العقارين المنهارين، أحدهما مكوّن من 5 طوابق فوق الأرضي، والآخر من 4، تحوّلا في لحظات إلى كُتل من الركام، وبين الأنقاض، كان الناس يدورون على بعضهم، على أصوات، على نبض.
«هشام» يضيف بصوت متقطع: «كأنهم اتبلعوا.. البيت وقع على اللي فيه، حرفيًا.. اللي كان في أوضة أو في المطبخ أو بيصلّي، كله اتهد فوق دماغه».
وسط هذه الفوضى، يتذكر «هشام» صديقه «أيمن»:«الحمد لله، طلع عايش.. طلعوه من تحت التراب، مصاب.. بس عايش.. بنته طلعت برضو... مراته وابنه لسه محدش لاقيهم». (يمكنكم متابعة القصة بالفيديو بالضغط هنا).
تفاصيل سقوط عقارات في حدائق القبة
المشهد لم يكن مجرد انهيار مبانٍ. بل انهيار حياة 8 أسر كانوا ساكنين في العقار الثاني، «هشام» يشير بإيده ناحية كومة الحجارة ويقول: «البيت ده كان لسه ما اتخلاش، رغم إنهم قالوا عليه إنه آيل للسقوط.. الناس ما كانش معاها فلوس تروّح فين؟».
بحسب شهود آخرين، كانت الجهزة المختصة من الحي، قد حضرت قبل يومين فقط، وقامت بتصوير أحد العقارين وطلبت إخلاءه، وتم تنفيذ القرار، أما العقار الآخر، فلم يتم إخلاؤه، ولم تُتخذ إجراءات عاجلة.
«هشام» يؤكد: «الحي صور البيت من يومين.. ده فعلًا حصل.. بس التاني ما اتخلّاش، والناس ماتت فيه».
جهود الحماية المدنية لانتشال الجثامين من تحت أنقاض عقار حدائق القبة
مشهد ثالث يرويه الرجل الأربيعني، عن سيدة عجوز كانت بتنهار جوّه الزحمة، بتدور على هدومها وسط الركام، وتصرخ: «عايزة أجيب هدومي.. هدومي جوّه.. والنبي هدومي».
وإلى جوارها، أمّ أخرى، والدموع تملأ عينيها: «فين العيال هيناموا؟ أنا مش طالبة حاجة.. بس مكان يناموا فيه».
قوات الحماية المدنية، انتشلت 3 جثامين من تحت الأنقاض حتى الآن، في حين لا تزال فرق الإنقاذ تواصل عملها.. أحد الجيران أشار إلى صوت طفل كان بينادي من تحت الركام:«اسمه حمزة.. كان بيقول: يا بابا أنا تحت هنا».