ملأ زاهي حواس أجهزة الاعلام المصرية المقروءة والمسموعة والمرئية بأنه انجز انجازا عظيما فقد ادخل لمصر مليار جنيه من خروج توت عنخ امون يجوب العالم منذ اكثر من 5 سنوات بل ويزايد الدكتور زاهي ويقول بالفم المليان "من يهاجم لا يعلم القيمة الحقيقية لمعارض الآثار المصرية بالخارج" بل ويزايد حتي علي نفسه قائلا: "ان الآثار هي أفضل سفير لمصر" وكأن مصر تعيش وراء التاريخ والعالم لا يعرف عنها شيئا إلا عندما يشاهد آثارها مهاجرة تتلطع في شوارع العالم تتعرض لكل أنواع التلوث والتغيير الجغرافي والتقليد واحتمال سقوطها من طائرة أو باخرة، لكن "مش مهم" فحامي حمي الآثار المصرية قرر أن المليار أهم من الآثار حتي لو كان هذا الأثر فريدا من نوعه ولا يوجد له مثيل! ما كل هذا الغرور والنجاح؟! الاجابة معروفة فكل مسئول وأي مسئول في مصر معذور لأن لديه أوامر لا تقبل المناقشة ان مهمته تنحصر في جلب فلوس والا فبقاؤه غير مرغوب فيه ماذا يفعل المسئول هل يترك الكرسي محتجا ويعمل فيها بطل لا ببيع آثارنا علي قارعة الطريق وفي المزادات الأمريكية؟ علي الأقل لدي المسئول واجهة قانونية وهي معارض مصر في الخارج. لم يسأل الدكتور حواس نفسه هل يري معارض آثار هندية أو صينية أو يونانية لأي ملة أو لأي بلد علي الخريطة؟ هل وجد.. وليته يقول لنا إن كان رأي بلد يتاجر بآثاره والأغرب هو الافتخار بهذا السلوك المشين! أما موضوع زيادة الحركة السياحية من أمريكا وأنها زادت لأكثر من 6 اضعاف فهذا يا دكتور كلام وتصريح غير دقيق فأسباب زيادة حركة السياحة الامريكية إلي مصر معروفة وليس من بينها معارض آثارنا في الخارج اما الحجة بأن مصر تصبح بهذه المعارض محط اهتمام العالم اعلاميا، فلم أعرف أن قضايا مصر تنحصر اعلاميا في التفريط في آثارها "في كل بلد شوية".. أما الموضوع المثير للغرابة أنه فعلا يصر ألا تخرج الآثار الفريدة أو النادرة أو المعرضة لخطر حقيقي اذا سافرت، ما معني هذا الكلام: ألا تستخدم في نقل هذه الآثار الطائرات أو البواخر؟ لا تعرف شيئا اسمه القدر أو الحوادث؟ أليس قناع توت غنخ آمون من الآثار الفريدة أو النادرة؟ أليست الأعداد الغفيرة التي تزور المعارض التي تفتخر بأنها حققت هذا الرقم اليست هي بدورها ضارة علي الأثر؟ أيها السادة المنوط بكم حماية آثار مصر، أن الفلوس والربح مرفوضان بهذه الطريقة وبهذا الشكل الذي يؤدي إلي ضياع الانتماء فهذه الآثار ليست ملكا لكم حتي تفرطوا فيها وتتسولوا بها معرضين آثارنا وتاريخنا إلي الهلاك والضياع والتقليد. وهذه الحجج الواهية التي تتصورون انكم اقنعتم بها الناس فهي خيال لا يدور إلا في أذهانكم وليس للمرة الألف تقبل مصر أن تأكل بثدييها أما مقولة أن أهمية هذه المعارض فلوس، فنحن لا نقبل ان تأتي الفلوس بهذه الطريقة المشينة وأما الترويج السياحي فهو يتم بأسس علمية ليس من بينها معارض الآثار في الخارج.. أما مصر فالعالم أجمع يعرف مصر وآثار مصر وحضارتها ويدرسها الطلاب في المدارس والجامعات والمتاحف؟! إلي متي ستستمر هذه المهزلة؟ وأنا في الحقيقة لا أفهم موقف نواب الشعب والمفترض انهم يوقفوا هذه المهزلة ويطالبوا رجوع الآثار المصرية من الخارج بعد انتهاء العقود التي تمت بالفعل وأن يمنع المجلس المسئولين من التعاقد مع أي من كان ولعل درس رأس نفرتيتي لم يكن كافيا للسيد رئيس هيئة الآثار والفنان الوزير فاروق حسني الذي اعتقد انه ليس من انجازاته خروج آثار مصر للخارج تتسول وارجو ألا يستمع إلي وجهة النظر هذه فانجازاته كثيرة وعميقة وبالتأكيد هذه المعارض سوف تنتقص منها.