شهدت البورصات العالمية تراجعا خلال تعاملات الاسبوع الماضي وسط مخاوف من تأثير ارتفاع اسعار الفائدة علي أداء الاقتصاد العالمي وارباح الشركات. وقام البنك المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة وسط مخاوف من اتخاذ الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الامريكي) اجراء مماثلاً. وبالرغم من المكاسب التي حققتها في نهاية تعاملات الاسبوع يوم الجمعة الماضي إلا أن الأسهم الامريكية ظلت متراجعة علي مدار الاسبوع ككل ولم تفلح تلك المكاسب في تعويض الخسائر التي منيت بها علي مدار ثلاث جلسات متوالية. في المقابل تخلت الأسهم اليابانية عن مستوياتها القياسية التي حققتها في الاسبوع قبل الماضي بعد الهبوط الذي شهدته هذا الاسبوع كما ان سيناريو التراجع لم يختلف كثيرا في البورصات الأوروبية. وول ستريت انهت الأسهم الامريكية تعاملات الجمعة مرتفعة بعد هبوط استمر ثلاثة أيام اثر تراجع عوائد السندات ونزول اسعار البترول مما قلص المخاوف بشأن تزايد التضخم. وقلص من تلك المخاوف ايضا انخفاض ثقة المستهلكين في الولاياتالمتحدة إلي أدني مستوي له منذ عشرة اشهر بسبب تأثير اسعار البنزين المتذبذبة والمشاكل المستمرة في سوق عقارات المنازل واللذين جعلا احساس الناس بالأداء الجيد للاقتصاد ضئيلا. وتكمن اهمية مؤشر ثقة المستهلك في انه يعد مؤشرا علي استعداد الناس للانفاق وهو ما يمثل محفزا رئيسيا للنشاط الاقتصادي. وخلال تعاملات الجمعة ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الامريكية الكبري بمقدار 157.66 نقطة أي بنسبة 1.19% ليغلق عند 13424.39 نقطة. كما تقدم مؤشر ستاندارد اند بورز (اس ان بي 500) الأوسع نطاقا بنحو 16.95 نقطة أو ما قيمته 1.14% ليصل منهياً تعاملاته علي 1507.67 نقطة. في حين انتعش مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا بنحو 32.16 نقطة 1.27% ليقفل عند 2573.54 نقطة اما خلال تعاملات الاسبوع فقد تراجعت المؤشرات الثلاثة إذ هبط داو جونز بنسبة 1.78% فيما تراجع ستاندارد اند بورز 1.9% وهو أكبر تراجع له منذ 27 فبراير الماضي كما هوي ناسداك 1.54%. وجاء علي رأس المتراجعين بمؤشر اس اند بي اسهم قطاع الخدمات حيث هبط سهم الكسيلون كورب (اكبر شركات للخدمات في الولاياتالمتحدة من حيث قيمة رأس المال) بنحو 7.8% ليبلغ سعره 70.66 دولار. في المقابل تقدم سهم يو اس استيل (اكبر شركة امريكية مصنعة للصلب) بنحو 7.1% ليصل سعره إلي 125.05 نقطة بعد أن ذكرت انباء عن وجود عرض لشراء الشركة. بورصات أوروبا هوت الأسهم الأوروبية بعد أن قام البنك المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة مما اشعل المخاوف من تأثيرها علي ارباح الشركات. وقرر البنك المركزي الأوروبي رفع سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية لتصبح 00.4% وهو أعلي مستوي لها من ست سنوات. وببلوغ سعر الفائدة علي العملة الأوروبية الموحدة هذا المستوي يكون سعر الفائدة قد تضاعف مرتين خلال فترة ال 18 شهرا الماضية. وكانت الخطوة الأوروبية متوقعة لاسيما بعد ان حذر عدد من اعضاء البنك من الارتفاع مستويات التضخم. وتراجع مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لأسهم الشركات الكبري في أوروبا بنحو 0.14% ليصل إلي 1566.82 نقطة خلال تعاملات الجمعة. وانهي المؤشر الاسبوع منخفضا بنسبة 3.6% مسجلا أسوأ اسبوع منذ موجة بيع شهدتها الأسواق العالمية في أواخر فبراير الماضي. كما فقد مؤشر داو جونز ستوكس 600 نحو 3.8% خلال تعاملات الاسبوع الماضي وهو أكبر تراجع له منذ الاسبوع المنتهي في 2 مارس الماضي وجاء هذا التراجع بعد ان سجل أعلي مستوياته منذ سبتمبر عام 2000 خلال تعاملات الاسبوع السابق. وفي البورصات المحلية تراجعت مؤشرات البورصات ال 18 المتواجدين في دول أوروبا الغربية خلال تعاملات الاسبوع المنصرم حيث تراجع موشر داكس بنحو 5% كما انخفض مؤشر كاك 40 في بورصة باريس بنحو 4.6% فيما تراجع مؤشر اف تي للشركات المائة الكبري ببورصة لندن بنسبة 2.6%. وكانت أسهم الشركات المالية علي رأس المتراجعين نظرا لانها الأسهم الاكثر تأثرا برفع أسعار الفائدة. وتراجع سهم أليانز الالمانية بنحو 1.6% ليص لسعره إلي 163.1 يورو فيما خسر سهم دويتشيه (أكبر مصرف ألماني) نحو 6% من قيمته. كما انخفض سهم كرديت سوسيه ثاني اكبر مصرف سويدي بمقدار 1.5% ليبلغ سعره 88.2 فرانك سويسري. كما تراجع سهم بي اتش بي بيلتون (اكبر شركة في العالم للتعدين) بمقدار 1.4% ليبلغ 1268 بنسا. في المقابل ارتفع سهم مصرف بي ان بي باريبا (اكبر مصرف فرنسي) بنحو 3.7% بعد تقارير افادت تلقيه عرض شراء لم يعلن عن تفاصيله. كما تقدم سهم نوكيا بنحو 1% ليبلغ 20.91 يورو. بورصات آسيا تراجعت الاسهم الآسيوية هذا الاسبوع متنازلة عن مستوياتها القياسية التي سجلتها في وقت سابق من الاسبوع وسط مخاوف من امكانية تأثير رفع اسعار الفائدة علي تقليص الانفاق والاستثمار عبر انحاء العالم. وتراجع مؤشر مورجان ستانلي كابيتال انترناشيونال آسيا باسيفيك بنحو 0.6% خلال الاسبوع ليسجل 150.48 متوقفا عن مكاسبه التي استمرت علي مدار اسبوعين، ويأتي هذا التراجع بعد المستوي القياسي الذي حققه المؤشر يوم الاربعاء الماضي حينما بلغ 153،9 نقطة. كما انخفض مؤشر نيكي 225 في بورصة طوكيو بنحو 1% فيما تراجع مؤشر توبكس الأوسع نقاطا بنحو 0.7%. اما موشر اس اند بي ايه اس أكس 200 فقد تراجع مع نهاية الاسبوع بنحو 1.6% بعد ان سجل مستوي قياسيا يوم الاثنين الماضي. ويأتي هذا التراجع بعد صدور تقرير اظهر صعود مفاجئ في اعداد العمالة وهو ما أثار المخاوف من قيام البنك المركزي برفع أسعار الفائدة في اطار سعيه لكبح جماح التضخم. وتراجع سهم "سوني" (المصنعة لجهاز ألعاب الفيديو بلاي استشين) بنحو 5% ليصل سعره إلي 6590 يناً، ومثلت المبيعات الخارجية نحو 70% من ايرادات سوني خلال العام المالي الماضي. كما تراجع سهم مصرفي دي بي اس (اكبر مضرف في جنوب شرق آسيا) بنحو4.1% ليصل سعره إلي 23.2 دولار سنغافوري. في حين تراجع سهم ناشونال استراليا (اكبر بنك في البلاد) بنحو 3.3% ليغلق علي 40.21 دولار استرالي للسهم.