تعهدت الدول الغنية في قمة مجموعة الثماني بتقديم مساعدات بقيمة 60 مليار دولار للدول النامية لمكافحة الإيدز والملاريا والأمراض المعدية الأخري. ورغم أن أفريقيا ستفوز بنصيب الأسد في هذه المساعدات فإن المجموعة تعرضت لانتقادات لاذعة بسبب المماطلة في الوفاء بهذه الالتزامات من جانب وعدم وجود جدول زمني لتقديم هذه المساعدات من جانب اَخر، بالإضافة إلي أن جزءا كبيرا منها سبق أن تعهدت به الدول الغنية إلا أنها لم تقدمه للدول الأكثر فقرا التي تنتشر بها هذه الأمراض.. ويذكر أن الولاياتالمتحدة وحدها تعهدت بدفع نصف هذا المبلغ. وقال منتقدون إنه بدون جدول زمني محدد فمن المستحيل أخذ هذه التعهدات مأخذ الجد. وأشار الرئيس التنفيذي لحملة الإيدز العالمية مارسيل فان سويست إلي أن إعلان المجموعة يعتبر انتكاسة إلي الخلف، مضيفا أن قادة مجموعة الثماني فشلوا في تنفيذ التعهدات التي قطعوها علي أنفسهم في قمة الثماني باسكتلندا عام 2005. وفي هذه القمة، تعهد زعماء المجموعة بإتاحة علاج دولي للإيدز بحلول عام 2010. في حين جاء الإعلان المشترك الذي صدر أمس الأول ليشير إلي إتاحة مثل هذه الأدوية عالميا ل 5 ملايين مصاب خلال بضع سنوات وهو ما يتناقض بالقطع مع وعود القمة السابقة. كما تخشي منظمات عالمية من تناقص الأدوية التي تكافح المرض أو أن تصبح أعلي في التكلفة.. إلا أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لها رأي اَخر فهي تعتقد أن القمة كانت ناجحة وعززت موقف ألمانيا في وضع القارة الأفريقية الأكثر فقرا في العالم والتغيرات المناخية علي رأس أولويات جدول الأعمال المتخم بقضايا سياسية أخري خيمت علي القمة، وقد هدأت حدة المظاهرات المناهضة للقمة بعد أن كان منتجع هيليجندام بألمانيا قد شهد صدامات بين المتظاهرين وقوات الشرطة. وورثت ميركل اهتمامها بالقارة السوداء من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي أثار القضية في قمة اسكتلندا الأخيرة وبالقدر الذي نجمت فيه المستشارة الألمانية في كسب التأييد لقضية مساعدة أفريقية لاقت معارضة شديدة بالنسبة لقضية التغيرات المناخية خصوصا من اليابان وإيطاليا وكندا. وأبدي اَخرون امتعاضهم الشديد من عدم التعهد بتوفير مساعدات مالية لأفريقيا والاكتفاء بتقديم وعود لتخصيص مبالغ مالية لمكافحة الإيدز علي أن تتم زيادتها تدريجيا بمقدار يتراوح ما بين 6 و8 مليارات دولار وهو ما يعني توفير مبلغ تراكمي قدره 60 مليار دولار. إلا أن الاتفاق حول مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري أو التغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة الأرض لاقي ترحيبا أكبر رغم أنه من المتوقع أن تناهض الولاياتالمتحدة تخفيض الانبعاثات الضارة بمعدلات متوسطة، فمثل هذا الإجراء تري فيه واشنطن أنه سيؤدي إلي إنفاق مبالغ كبيرة وربما إغلاق مصانع وتسريح للعمالة، كما ضغطت المجموعة علي كل من الهند والصين وهي أكثر الاقتصادات تناميا لخفض الانبعاثات الضارة وفقا للمعدلات المقررة لهما. ويري مسئولون أن القمة بصفة إجمالية كانت ناجحة وأدارتها ميركل بكفاءة ونجحت في التوصل لاتفاق مبدئي لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري رغم معارضة بعض الدول وتحفظ دول أخري، ومع ذلك يصف البعض هذه الاجتماعات بأنها خطوة بطيئة إلي الأمام.