واشنطن - وكالات: وافق رئيس البنك الدولي بول ولفوويتز علي الاستقالة بعد اسابيع من الجدل بشأن كيفية منح صديقته الموظفة في نفس البنك زيادة مالية وفق ما أعلن بيان لمجلس إدارة البنك. وقال البنك في بيان إن عددا من الاخطاء تم ارتكابها من قبل عدد من الأشخاص فيما يتعلق بالمسألة غير أنه قبل تصريحات ولفوويتز التي أشار فيها إلي أنه تصرف وفق الأخلاق وعن حسن نية. وتم تعيين ولفوويتز رئيسا للبنك الدولي عام 2005 بعد أن شغل منصب نائب وزير الدفاع الأمريكي حيث كان واحدا من أبرز مهندسي حرب العراق التي بدأت في 2003. وتدخل استقالة ولفوويتز حيز التنفيذ في 30 يونيو غير أن لجنة من البنك الدولي خلصت إلي أن ولوفوويتز انتهك لوائح العمل فيه. وكان ولفوويتز قد رفع مرتب صديقته ليصل 193 ألف دولار أي ما يزيد علي مرتب وزيرة الخارجية كونداليزا رايس البالغ 186 ألف دولار. كما كان مجلس إدارة البنك الدولي استمع إلي أقوال "ولفوويتز" في دعوي محاباة صديقته وقد شهد الاجتماع محاولات جاهدة من ولفوويتز للحفاظ علي منصبه من خلال اطلاق الوعود أمام المجلس بتغيير سياسته الإدارية ومناشدة اعضائه تحديد مصيره ب "عدالة". وقدم ولفوويتز خلال الجلسة مداخلة مطولة عززها بوثائق وأدلة قال إنها تثبت قيامه بتسهيل ترقية وزيادة راتب صديقته شاها رضا "عن حسن نية" وقد حرص محاميه بعد ذلك علي توزيع تلك الوثائق علي الصحفيين. واعتبر بأن رضا تم تجاهلها وظيفيا وشدد علي موهبتها وانتاجيتها نافيا أن يكون قد سهل لها الانتقال إلي منصبها الجديدة براتبها الكبير. وعقد مجلس إدارة البنك برفقة مسئولين أمريكيين مناقشات بشأن ولوفوويتز الذي اعترف بانتهاك نظم المؤسسة الدولية بعدما قدم مزايا مالية لصديقته التي تعمل في البنك إلا أنه رفض في اكثر من مناسبة المطالبات العديدة له بالاستقالة. وفي وقت سابق قال محامي "ولفوويتز" إنه إذا رغب مجلس الإدارة في التخلص من موكله فإنه يتعين عليه التصويت علي اقالته. وقال المحامي روبرت بينت "لن يستقيل ولوفويتز تحت هذه السحابة". وجاءت هذه التصريحات بعد تقارير غير مؤكدة بأن ولفوويتز كان يحاول التفاوض علي شروط استقالته. وأفادت تقارير أنه أراد من مجلس إدارة البنك الموافقة علي تحمل بعض المسئولية عن الفضيحة المتعلقة بزيادة مرتب صديقتهوفي بيان تم اصداره بعد اجتماعات استمرت يومين حيا البنك العمل الذي قام به ولفوويتز بشأن مكافحة الفقر وبرامج مكافحة الفساد. وقال مجلس مديري البنك في البيان لقد أظهر السيد ولفوويتز دعمه العميق من أجل ارتباط بالبنك الدولي ومسئوليته كرئيس له للعمل علي جميع الأصعدة من أجل مصالح المؤسسة مضيفا أن روح المسئولية والعمل هي التي قادته إلي هذا الإعلان اليوم. وأضاف ان البنك قبل تصريحات ولفوويتز بكونه تصرف بأخلاق في هذه المسألة وأوضح أن البنك يقبل أيضا تصريحات الآخرين المورطين في الملف بكونهم تصرفوا باخلاق وعن حسن نية وفي بيان منفصل قال الرئيس المستقيل إن خليفته سيحظي بدعمه الكامل. وقال نأمل أن تؤدي صعوبات الأسابيع القليلة الماضية إلي تعزيز البنك من خلال تحديد عدد من مناطق الإدارة والموارد البشرية التي تحتاج إلي الاصلاح. غير أن جمعية موظفي البنك الدولي شنت هجوما حادا علي الرئيس المستقيل قائلة انه قام "الاستقالة" بما كان يتعين القيام به. وأضافت لكن يتعين ايضا ألا يستمر كرئيس حتي 30 يونيو. وأوضحت الجمعية في بيان لقد أضر بالمؤسسة ومازال يستمر في الإضرار بها كل يوم يمضي وهو رئيس لها لقد أهان المنظمة والموظفين وزبائن البنك لقد قدم مصالحه الشخصية علي مصالح البنك. وأضافت أن مجلس الإدارة باصداره بيان امتنان للسيد ولفوويتز قام بالأمر نفسه لقد حاولوا انقاذ ماء وجهه وبذلك فإنهم دمروا ما كلفتهم به المؤسسة من أجل حمايتها. وقال البيان ان البنك يحتاج إلي إعادة بنائه علي الفور وان يستعيد تركيزه وكل اهتمامه بزبائنه وهذا لا يمكن في ظل بقاء ولفوويتز رئيسا له. وعبر الرئيس الأمريكي جورج بوش عن اسفه لاستقالة ولفوويتز معبرا عن اعجابه به وبقلبه وخاصة تركيزه علي مساعدة الفقراء قائلا انه سيختار خليفة له قريبا.