اجتمع في لاهاي ممثلو 12 دولة أعضاء في الصليب الأحمر يشرفون علي مركز الوثائق الألمانية في مدينة "بادارولسين". هذا المركز يضم كل وثائق العهد النازي والخاص بالمعتقلين والمسجونين في معسكر اعتقال داشو الألماني الذي كان الزعيم هتلر يسجن فيه اليهود الذين قتلوا أثناء الحرب العالمية الثانية في هذا المعتقل وغيره من المعتقلات. في مركز الوثائق يوجد بين 30 و50 مليون صفحة من وثائق الحرب. وقد تقرر أن تبقي حبيسة هذا المركز ستين عاما ثم تقرر أخيرا الافراج عنها بعد مراجعة أو بعد قرار ممثلي الدول الاثني عشر. وقد يسمح لمندوب وكالة "اسوشيتدبرس" الاطلاع علي هذه الوثائق بشرط ألا ينشر اسماء المعتقلين سواء الذين افرج عنهم وهم أحياء أو الذين أعدموا أو ماتوا في السجون. الأسماء عددها 5.17 مليون. أهم وثيقة في المركز سمح بإعلانها قرار من رئيس الجستابو هايزيش هملر صدر في 14 ابريل عام 1945 قبل انتهاء الحرب بأيام عندما كان الحلفاء يتقدمون صوب برلين، الاتحاد السوفيتي من الشرق والأمريكيون والبريطانيون من الغرب. قرار هملر يقول إنه لا يجب أن يخرج من معسكرات الاعتقال أي إنسان علي قيد الحياة بل يجب نقلهم إلي قلب ألمانيا بعيدا عن مجلس الحلفاء حتي لا يقعوا في أيديهم. ومعني القرار إعدام جميع المعتقلين والمسجونين والأسري. وكان من نتيجة القرار ترحيل 7000 سجين من اليهود وبقي في داشو 30 ألفاً منهم تسلمهم الحلفاء عندما سقط المعسكر في 29 أبريل عام 1945. الهدف من هذه العملية كلها أي الاجتماع في لاهاي والافراج عن الوثائق أن يثير اليهود قضية اعتقالهم في ألمانيا وإعدامهم وبالذات الآن في الوقت الذي يتكلم فيه العالم عن قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية حتي تغطي أحداث انقضي عليها ستون عاما علي أحداث ومحاولات السلام في الشرق الأوسط!