يعاني قطاع النقل في مصر من جوع شديد للاستثمارات، ولا ينمو بالقدر الذي تنمو معه الاستثمارات العقارية مثلا ويؤكد المهندس كريم غبور رئيس شركة أم سي في أن القطاع الخاص هو الأجدر علي الاستثمار في هذا المجال أكثر من الحكومة متوقعا أن يتولي القطاع الخاص قطاع النقل بالكامل في مصر خلال عشر سنوات بعد انكماش تدريجي لشركات القطاع العام. وامتدح كريم غبور زيادة التواجد الأجنبي في مجال صناعة السيارات والاتوبيسات مثل التواجد التركي والايراني نافيا انزعاجه من هذه المنافسة التي عادة ما تحكمها قواعد السعر والجودة. وفي حواره مع العالم اليوم" الاسبوعي كشف غبور أسرار توقف صفقة توريد أتوبيسات إلي السلفادور بمليار دولار والتي كانت تعد الصفقة الأكبر في تاريخ صناعة السيارات كما يكشف أبعاد اتهامه بالمخالفة في صفقة الاتوبيسات إلي هيئة النقل العامة وهيكل الديون المتعثرة لآل غبور. وتطرق كريم غبور إلي المنافسة بين أفراد عائلة غبور الذين يعملون في نفس النشاط في صناعة وتجارة السيارات وإلي توسعات شركته في كل من انجلتراوالامارات كما تحدث عن تخوف مجتمع الأعمال من الأوضاع السياسية في مصر ونقص الكوادر الحزبية القادرة علي القيادة من الصف الثاني. وطالب بأن تصل الحكومة إلي خصخصة القطاع العام بالكامل حتي تنهي علي الفساد ويصبح دور الدولة هو الاشراف فقط بحيث تتفرغ لرفع مستوي معيشة الفرد وإلي خطط التعليم والصحة وقيادة المجتمع. وقال غبور إن التعديلات الدستورية جاءت في التوقيت المناسب كما أبدي ارتياحه لخروج جماعة الاخوان المسلمين من العمل السري إلي الظهور العلني وفوزهم بأكثر من ثمانين كرسيا في البرلمان. * صناعة الاتوبيسات تواجه منافسة شديدة في جميع أنحاء العالم خاصة من تركيا والصين وإيران فما الميزة التنافسية التي تملكها الصناعة المصرية؟ ** صناعة الأتوبيسات من الصناعات التي نسميها صناعة كثيفة العمالة، والمهم في هذه الصناعة هو القدرة علي الإنتاج بجودة عالية وهذا العنصر هو ما يعطي قوة تنافسية عالية ونحن في مصر لدينا هذه القدرة التنافسية في الجودة اضافة إلي انخفاض تكلفة العمالة وهو عامل مهم في حساب التكلفة الكلية للمنتج في صناعة الأتوبيسات بصفة خاصة بينما تنخفض نسبة العمالة في صناعة سيارات الركوب. * هل يزعجك تزايد النفوذ الأجنبي في صناعة الاتوبيسات خاصة مع التوسع التركي في مصر لشركة تيمسا مصر ووجود نشاط إيراني مماثل في هذه الصناعة؟ ** المنافسة جيدة في حد ذاتها فهي تجعل الشركات تتطور وتتسابق في مجال تحسين الجودة وتقليل التكلفة ولذلك لا يوجد انزعاج من تزايد هذا التواجد الأجنبي في مصر لأن المنافسة صحية ونحن نعمل علي مستوي المنافسة العالمية منذ البداية في صادراتنا للأسواق الخارجية ولذلك نعمل علي أن نكون منافسين سواء كان التصنيع داخل مصر أو خارجها، لأن ما يميز صناعة عن غيرها ليس جنسيتها وإنما جودتها وسعرها ومنافستها العالمية. * توسعاتك في كلا من انجلترا والإمارات ما ملامحها؟ ** نحن لدينا مصنع في منطقة كامبريدج بنجلترا لصناعة الاتوبيسات حيث بدأنا هذا المصنع في عام 2003 مع شركة بانجليزية وطاقته الإنتاجية 250 أتوبيساً سنويا وهو مصنع متوسط ولدينا عملاء أكثر من مائتي شركة ونقوم بعمليات التصنيع الاساسية في مصر والتشطيب النهائي في انجلترا ونورد حاليا للندن وبرمنجهام إنتاجنا من الاتوبيسات وقد أوردنا هذا العام مائتي أتوبيس. أما مصنع الامارات فهو خاص بالمقطورات والقلابات ووسائل النقل لصناعة البناء وتجهيزات النقل وسيتم افتتاحه رسمياخلال شهر مايو الجاري وقد تم التفكير في إقامته في دبي بسبب النشاط المتنامي في البناء والعقار والصناعات المرتبطة بهما وهو مصنع باستثمارات 3 ملايين دولاروطاقته الإنتاجية ألف وخمسمائة إلي الفين مقطورة ونصف مقطورة سنويا وهوفرع للصناعات المعدنية الشقيقة لمصنع "ام سي في" لصناعة الأتوبيسات.