"علينا ان نفكر خارج الصندوق" تعبير ردده وزير النقل المهندس محمد منصور خلال مؤتمر غرفة التجارة الامريكية حول مشاركة القطاعين العام والخاص في قطاع النقل المنعقد الاسبوع الماضي ويقصد به منصور البحث عن تمويل من خارج الموازنة العامة.. او بمعني آخر اجتذاب تمويل القطاع الخاص لمشروعات النقل "فالبنية الاساسية هي المحرك الاساسي للنمو وايجاد فرص العمل" كما اضاف الوزير وهي مشروع مربح ايضا للقطاع الخاص وربما كانت افضل دعاية لمشروعات النقل التي عرضتها الوزارة في المؤتمر لتنفيذها بالمشاركة مع القطاع الخاص هو تزامن انعقاد المؤتمر مع صفقة استحواذ شركة موانئ دبي علي الحصة الحاكمة في ميناء السخنة مما يؤكد علي جاذبية هذا القطاع، ومن خلال هذا التقرير نرصد فرص الاستثمار والمشاركة مع القطاع العام في قطاع النقل التي عرضها في المؤتمر. اثنان من المتحدثين في المؤتمر تأخرا لعدة دقائق عن بدء المؤتمر لاسباب تتعلق بالازمة المرورية أحدهما الوزير شخصيا وهو ما جعل الجدل حول ملف الاستثمار في الطرق يزداد سخونة فالوزير عبر عن استيائه من تكرار ظهور صورته علي اخبار حوادث الطرق مؤكدا علي أن هناك أمور خارج يد الوزارة كسلوكيات القيادة، إلا أن محمد ندا رئيس وحدة المشاركة بين القطاعن العام والخاص في وزارة النقل اكد علي ان الوزارة كانت حريصة علي استيفاء الدراسات الكافية حول تصميمات الطرق وامانها في مشروعاتها المعروضة للشراكة مع القطاع الخاص.. علاوة ايضا علي دراسات الجدوي الاقتصادية لهذه الاستثمارات فكما قال ندا فان هناك فرصا عدة لتحقيق الربحية من هذه المشروعات كرسوم الصور واعلانات الطرق ومناطق الخدمات المتنوعة علي الطريق، ويعد الاستثمار في الطرق من اكثر الاستثمارات حساسية لما قد يتسبب فيه من رفع تكلفة هذه الخدمات التي تدخل في صميم حياة المواطن العادي. دراسات دقيقة الا ان محمد ندا قال ان الحكومة اجرت دراسات دقيقة حول هذا الامر بالمشاركة مع مكاتب استشارية متخصصة للخروج بالمشروعات المطروحة علي نحو يناسب ظروف المجتمع المصري، وتكمن جاذبية مشروعات الطرق التي عرضتها الوزارة في المؤتمر في انها تقع في مناطق الرواج السكاني فالمشروعات التي ستنفذ بمشاركة القطاع الخاص تربط مدنا مهمة وهي القاهرة - الاسكندرية، بورسعيد - الاسكندرية، الاسكندرية - مرسي مطروح، شبرا - بنها، طريق القاهرة الدائري، كفر الزيات - حوش عيسي - الاسكندرية، نفق بورسعيد عبر قناة السويس، ومعدلات المرور تصل إلي 35 ألف عربة في اليوم في طريق القاهرة - الاسكندرية ومتوقع ارتفاعها بمتوسط سنوي 4% وعلي طريق شبرا بنها 125 الف عربة في اليوم ومتوقع نموها 8.1% سنويا وطريق القاهرة الدائري 80 ألف عربة في اليوم ومتوقع نموها 3% سنويا وعلي طريق بورسعيد الاسكندرية 300.،16 عربة في اليوم ومتوقع نموها 2% سنويا. استثمارات القطاع البحري تستحوذ علي النسبة الأكبر من حجم الاستثمارات استثمارات المستهدفة خلال العامين القادمين فكما قال منصور "مستهدف استثمارات بالمشاركة مع القطاع الخاص ب 67 مليار جنيه خلال العامين القادمين 50 مليار منها لقطاع النقل البحري". استثمار عقاري كما تتميز استثمارات القطاع البحري بالتنوع فهناك فرصة كبيرة للاستثمار السياحي في ميناء الاسكندرية، كما قالت نرمين أمين مستشار الاستثمار بوزارة النقل "نطرح مشروع منطقة سياحية ومحطة سفر بمساحة 50 الف متر مربع علي موقع متميز علي البحر المتوسط بالقرب من ميناء الاسكندرية والذي سيتضمن استثمارا عقاريا في مجالات الفنادق والمراكز التجارية والمطاعم واماكن الترفيه علاوة علي فرصة لانشاء مارينا تستوعب 500 يخت". هذا إلي جانب فرص استثمارية متنوعة في مجال الشحن البحري من محطات كونتير ومحطات البضائع السائبة ومحطات متنوعة الاستخدام وكارجو ومراكز توزيع وخدمات لوجيستية وخدمات تصليح السفن مطلوبة في موانئ السخنة والادبية وبورسعيد. كما نوه مسئولو الوزارة إلي مشروع "معدية البحر الاحمر بين مصر والمملكة السعودية" والتي ستخدم ملايين الحجاج وتفتح الباب للعديد من فرص الاستثمار. قطاع النقل النهري يستحق ان يوصف بمفاجأة المؤتمر فهو القطاع الذي دائما كان مهمشا الا ان هذا المشهد سيتغير في السنوات القادمة القطاع جذاب فالحكومة لا تشترط ان تلعب دورا رئيسيا في الموانئ النهرية كما هو الحال في مثيلتها البحرية لما للأخيرة من اهمية استراتيجية" كما قال هشام الخازندار مدير مجموعة القلعة في المؤتمر مشيرا إلي أن قطاع الموانئ النهرية يتكلف استثمارات اقل من الموانئ البحرية ولفت الخازندار إلي أن هناك تغيرين حدثا مؤخرا سيرفعا من تنافسية قطاع النقل النهري في المستقبل أولهما اهتمام الحكومة في السنوات الاخيرة بزيادة الانفاق الاستثماري في تطوير المسار النهري والثاني هو تقليل دعم الديزل سيرفع من تكلفة النقل البري مما سيجعل النقل النهري اوفر في التكلفة، وقراءة الخازندار لمستقبل هذا القطاع هي التي دفعته إلي الدخول بالمجموعة في تأسيس شركتين لانشاء الموانئ وانشاءالوحدات النهرية لنقل البضائع. المحطة الاخيرة مع قطاع السكة الحديد الذي يحتاج لكثير من الاصلاحات، ويعد تطوير محطات القطار أحد ابرز فرص الاستثمار المطروحة فهي يمر عليها 500 مليون راكب في السنة، هذا إلي جانب مشروعات انشاء خطوط ثلاثة جديدة القاهرة - العاشر من رمضان، الاسكندرية - برج العرب، القاهرة -السادس من اكتوبر.