[email protected] كثيرا ما نري احد الأبراج السكنية الشاهقة في علو وفخامة، فيتعجب كل من يراها لجمال المبني وحسن تنسيقه وكأنه قطعة فنية تضاهي ما يتوافر لدي الكثير من الدول المتقدمة إلا أن المفاجأة تأتي عندما نعلم انه عددا محدودا لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة هم الذين يقطنون هذا البرج الضخم رغم أنه مليء بالشقق الخاوية والتي تبحث عن سكانها. وهذا البرج الشاهق المصمم علي احدث النظم العلمية يشبه لحد كبير بنية الاتصالات والتكنولوجيا التي باتت متوافرة لدينا والتي باتت تشكل مصدر إعجاب لكل من يراها من الخارج إلا إننا للأسف لم ننجح حتي الآن في تعظيم استفادة جميع فئات المجتمع من هذه البنية التكنولوجية لكسب ثقة المواطن فيما يعرف بعصر المعلومات. ولعل هذه الفكرة كانت هي محور السؤال الذي طرحته علي الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهو المسئول عن تعظيم الاستفادة من إمكانياتنا التكنولوجية وكوادرنا البشرية فهل هي مسئولية الوزارة أم الكيانات المجتمعية أم شركات تكنولوجيا المعلومات حتي لا يظل قطاع المعلومات يعاني من الانعزال عن باقي قطاعات المجتمع وبصفة خاصة التعليم والصحة؟ وكانت إجابة د. طارق واضحة ومباشرة أننا في حاجة إلي مزيد من بذل الجهود في مجال توعية الجمهور بجدوي التكنولوجيا في تحسين نمط الحياة اليومي وهذا لن يحدث في يوم وليلة بل عادة يتطلب سنوات لتحقيق الطفرة المستهدفة إلا أن هذه الجهود ليست مسؤولية حكومية فقط وإنما هي واجب علي جميع الأطراف المعنية سواء كيانات مدنية أو شركات تكنولوجيا - محلية وعالمية - بالإضافة إلي أهمية دور وسائل الإعلام المختلفة لتهيئة الرأي العام لتقبل فكرة الانتقال إلي مجتمع المعرفة. موضحا أننا من جانبنا نسعي باستمرار إلي تنمية حجم البنية التكنولوجية بما يتناسب مع معدلات نمو الطلب والسكان السنوي حتي نضمن عدم حدوث أزمات أو اختناقات مستقبلية تؤثر سلبيا علي حركتنا الايجابية نحو عصر المعلومات كما قمنا بطرح عدد من المبادرات حاسب لكل بيت - الانترنت بقيمة المكالمات - الانترنت فائق السرعة - المحتوي الرقمي التي كان هدفها الرئيسي زيادة الوعي المعلومات لدي فئات جديدة للدخول إلي مجال التكنولوجيا وبالتأكيد حققنا معدلات نجاح كبيرة - رغم أنها ما زالت أقل من طموحاتنا - إلا أنها لعبت دورا محوريا في تشجيع وتنمية سوق المعلومات وإكسابه الثقة علي المشاركة وطرح رؤيته الخاصة المتعلقة بالمساهمة في دعم هذا القطاع. وأشار إلي أن تقديم المحتوي الرقمي المناسب لاحتياجات جميع المستخدمين يشكل تحديا كبيرا أمامنا جميعا وبدون التعاون بين جميع الأطراف سيكون من الصعب أن يشعر المواطن والمستخدم النهائي بجدوي التكنولوجيا وما تم حتي الآن من مجهودات أقل ما يوصف بها أنه نجاح غير مسبوق جعلنا أحد أهم المراكز الإقليمية للتكنولوجية الموضوعة علي خريطة شركات المعلومات العالمية. للحديث بقية ....