24 ساعة في اطار المواجهة المستمرة بين الرئيس الامريكي بوش والكونجرس ذي الاغلبية الديمقراطية يحاول اعضاء الكونجرس صياغة مشروع قانون جديد لتمويل الحرب في العراق وافغانستان يحظي بالموافقة من اعضاء جمهوريين ليشكل ضغطا علي الرئيس بوش حتي لا يواجهه مرة اخري بالفيتو. وكان الرئيس قد اسقط قانونا للتمويل يشترط وضع جدول زمني للانسحاب من العراق في غضون الاشهر القليلة المقبلة وهو الامر الذي وصفه الرئيس الامريكي بأنه بمثابة اعلان للاستسلام يشجع "الارهابيين" علي حشد اسلحتهم لايقاع اكبر خسائر ممكنة بالقوات الامريكية في الخارج. ورغم ان معظم الامريكيين حسب استطلاعات الرأي يكرهون استخدام الرئيس بوش او غيره للفيتو علي قرارات الكونجرس فإن بعض الامور المتعلقة بالامن القومي تكون صلاحية الرئيس فيها كبيرة ويكون التقدير الاكبر والاول لرأي البيت الابيض وخاصة حينما يتعلق الامر بالقوات التي تحارب فيما وراء البحار. وربما يكون مقبولا ان تجري مشاورات بين القادة السياسيين للتوصل الي رؤية استراتيجية تتعلق بالاستمرار في الحرب او الخروج منها ولكن الامور لا تسير مطلقا بشكل اوامر اذعان تصدر من الكونجرس الي البيت الابيض وهو ماحدث في المرة الاخيرة حيث اعلن قادة الكونجرس من الديمقراطيين عزمهم علي كسر ارادة الرئيس واستخدام سلطة التشريع لايقاف الحرب دون العودة الي العسكريين في هذا الشأن لتقرير ما هو مناسب لسلامة القوات العاملة في الخارج. والمشروع المقترح الجديد من جانب الديمقراطيين يأتي في صيغة الموافقة علي تمويل إضافي للحرب في العراق علي دفعتين الاولي الان بمقدار 95.5 مليار دولار والمرحلة الثانية في يوليو المقبل حيث يصوت الكونجرس علي شروط استكمال التمويل ومن ثم يمكن العودة مرة اخري الي فرض جدول زمني للانسحاب من العراق. ويقاوم الرئيس الامريكي هذا الاتجاه كما يرفضه اعضاء جمهوريون في الكونجرس مما يضع المشكلة في المربع الاول. ويحاول الكونجرس اظهار نوع من عدم التراجع امام الرئيس في المعركة التي فرضها القادة الديمقراطيون ولم يتمكنوا من اتمامها بسبب الفيتو الرئاسي ويستهدف مشروع القانون الجديد الغاء مؤقتا للضغط المباشر الناتج عن حاجة القوات الامريكية الي التمويل واعطاء فسحة لهم لمزيد من الضغوط في الوقت الذي يري فيه الرئيسي انه لا مجال لمنازعته في سلطته التقديرية لمصلحة الامن القومي كما انه لا يجب ان يفرض الكونجرس حلولا ذات طابع عسكري دون استشارة القادة الميدانيين. وفي نهاية الامر فان القادة العسكريين يستطيعون تفصيل الخطط اللازمة للانسحاب اذا اوعز لهم بذلك ولكن المشكلة هي في ادارة عمليات عسكرية علي الهواء مباشرة.