عالمنا ملغوم بالمجانين الكبار في عالم السياسة الدولية والصغار في عالم الجريمة المجردة ممن يصفعنا التاريخ بوجوههم وسير حياتهم التي تبدأ عادية لا تثير الاهتمام وتنتهي استثنائية في مزابل التاريخ البشري. ولهذا العالم الوجه الدموي من تاريخه مذ خلقت البشرية علي وجه الارض وحتي هذه الايام التي نري فيها مجنونا يحتل البيت الابيض محروسا بنائب له وحفنة من الكذابين المسعورين ممن صارت الانسانية امرا لا وجود له في قواميسهم أنشد نحو "عميد الاغبياء في العالم" وهو يلقن البشرية دروسا مضحكة مبكية من جنونه العالمي وبأعصاب تبدو هادئة وثمة أمر غريب في عينيه الصغيرتين اللتين تذكر ان المرء بالاسماك البلهاء في علبة طعام محفوظ وعلي فمه الرقيق لمحة من فم "هتلر" ولا يلاحظ في الرجل غير سائق حشاش يقود قاطرة حشرت فيها البشرية قسرا علي سكة بلا محطة امان علي طول مسارها لنحو مجهول عقليات المجانين ويتحدث الرجل عن نجاحاته في بناء الديمقراطية حول العالم ونجاحاته في محاربة الارهاب الدولي مستقويا بارهاب دولي مضاد اكبر في مساوئه وخطاياه من كل ما مر في تاريخ البشرية من ارهاب، وكأن الحديث القادم من عالم الاوهام قد صار هو الحقيقة النهائية لاعادة بناء العالم وفقا لحلم مجنون لا يري ما تصنعه مخالبه المسعورة بالبشرية !! واتذكر حقيقة تفيد ان المجانين يعيشون عالما خاصا بهم وحدهم يظنون من ظلماته انهم "العقلاء" وكل ما تبقي من العالم هو عالم مجانين يجب ان يخضع لهم وحدهم وفق قانون ان لم تكن معنا فأنت ضدنا و"يبشرنا!!" بفقاعات "نجاح" نتجت عن انفاس أتباعه وهم يتساقطون غرقي في بحر الواقع علي انها ادلة حياة جديدة لمنظومته التي يمكن ان تؤجج المزيد من الكوارث الانسانية المرعبة التي نري نماذجها في فلسطين وافعانستان والعراق والصومال ولبنان والسودان ويشعر المرء بمخالب العنصرية وبأن المسلمين والعرب منهم بشكل خاص في هذه الدول وغيرها لابد ان يغيبوا عن المشهد مادام هو حيا ويرقص مجنون الغفلة الدولية بين وجوه متعددة الاعراق والاختصاصات ليوحي الي العالم الاخر عالمنا بأنه وحده القادر علي تقرير مصير البشرية التي وضعها في عربات قطاره بما فيها من منظمات دولية مثل الاممالمتحدة علي تأييد المجانين خوفا من بطشهم نزولا الي المنظمات المعارضة له وهي مكتوفة الايادي وعليها اثار انتهاكات في العربة التي خصصت لها مرورا بمن بقي حيا من سكان الاحياء المعلبة بالكونكريت المسور بالدبابات والطائرات والجنود المسعورين والخدم المخلصين من متعددي الجنسيات في مختبر التجارب المجنونة في العراق حسنا !! اقلع قطار الجنون منذ 6 سنوات وسائقه "عميد الاغبياء في العالم" مازال يلوح مودعا محطات الامان الانساني ولم يصل إلي محطة بعد !! فلا هو ربح الحرب في افغانستان التي جيش لها المزيد من اتباعه ولا بني عراقا جديدا نموذجا لشرق اوسط جديد !! كل ما نراه هو مقابر ضحايا حلم مجنون تتسع وخراب شامل في كل مكان ومازال يبدو سعيدا بلعبته الدموية.