كل يوم في حياتك يجب أن يكون سطرا ايجابيا جديدا.. اكتب يومياتك وتعّرف علي نجاحاتك وإخفاقاتك وتذكّرها.. ولا تدع تجاربك تضيع في عالم النسيان. يجب أن تكتب سيرتك الذاتية بنفسك.. كل يوم تعيشه يضاف إلي رصيد حياتك.. فكر.. ماذا أضفت اليوم إلي رصيدك؟.. ما هي القيمة المضافة إلي حياتك في هذا اليوم وفيما مضي من الأيام؟! عليك الاستفادة من دروس الحياة.. واستفد أيضا من تجارب الآخرين.. وتعّرف علي حياة المشاهير والعلماء والمبدعين والعباقرة الذين أضافوا وبهروا العالم بانجازاتهم وأفادوا البشرية وغيّروا التاريخ. فكر دائما.. لا تدع شيئا يشغلك عن التفكير.. التفكير السوي.. التفكير النافع.. كلما وجدت وقت اشغله بالتفكير الايجابي وأعلم أن الأفكار هي أساس النجاح. انظر إلي أعظم المعجزات التي غيرت وجه العالم وتذّكر انها في الأساس كانت مجرد فكرة داعبت العقل كان من الممكن ان تضيع أو تُهمل أو تُنسي.. لكنها أصبحت واقعا ملموسا بفضل من رعوها وتبنوها وعملوا علي تحقيقها. الشخصية.. الإدارة.. الموهبة. قد يكون هذا هو الترتيب الحقيقي للنجاح.. فلابد للقائد الناجح أن تكون له شخصيته الواضحة والمميزة وجاذبيته الخاصة.. عليك أن تراجع التاريخ وأبحث في سير من صنعوا النجاح وقادوا العالم في فترات متفاوتة وفرضوا أسماءهم وأفكارهم وإنجازاتهم.. ستجد أن ثمة شيئا ما يميزهم عن الآخرين.. ألا وهو »الشخصية«. الشخصيات الناجحة هي من تجيد إدارة الأمور.. ويتميز أشخاص عن آخرين بحسن ادارتهم.. والإدارة الحسنة الجيدة هي المفتاح الحقيقي للنجاح، لذلك فغالبا ما يستعين المميزون والعباقرة بمن يحسن فن إدارة الأمور لهم. وفي المرتبة الأخيرة تأتي الموهبة التي تعزز ذلك النجاح وتعتبر حتمية لبلوغه. ولو نظرنا إلي سيرة عدد ممن حققوا نجاحا مميزا في عالمنا العربي لوجدنا أن أم كلثوم لم تحقق ما حققته من نجاح باهر بفضل صوتها وجماله وتميزه فحسب، فجميع من اقتربوا منها ورصدوا حياتها أكدوا أنها كانت تتمتع بشخصية ساحرة وجذابة وقوية وفريدة.. وهكذا كان حال محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ. فهؤلاء لم يصبحوا نجوما بسبب موهبتهم فحسب، بل تفوقت شخصيتهم علي فنهم وعرفوا قيمة الإدارة في حياتهم فنجحوا من خلالها. أصوات كثيرة كانت تفوق صوت عبدالحليم حافظ جمالا لكن أصحابها لم يحققوا ما حققه من نجاح. والأمر لا يقتصر علي الفن فحسب ففي جميع المجالات الأخري ستجد أن العبقرية تكمن في الشخصية.. فالقادة والسياسيون الذين بهروا العالم فرضوا شخصياتهم الخاصة التي لا يزال التاريخ يرصدها ويذكرها. عليك العمل جاهدا علي أن تكون لك شخصيتك الخاصة واحرص علي ألا تكون شخصيتك مصطنعة.. إنما اكتشف ذلك وتعّرف علي مميزاتك.. وابرز ايجابياتك تكن لك شخصيتك المستقلة الجذابة. علينا أن نقرأ لنكتشف ذاتنا ويزداد مخزوننا العقلي بالمعرفة، نقرأ للآخرين ونتعرف علي أفكارهم ونتاجهم وتجاربهم وسيرهم، لنضيف الي افكارنا وتجاربنا، ويتحسن نتاجنا. فعندما تقرأ سير العباقرة والعلماء فإنك تضيف الي سيرتك بُعدا مهما ومعلومات جديدة.. في كل كتاب تقرأه تكتشف معاني جديدة قد تقودك الي اكتشاف عظيم أو انجاز كبير ونجاح رائع لم تكن تتخيل انه كان مختبئا خلف كلمة أو جملة وردت في كتاب أو نتاج لفكرة عابرة طرأت علي بالك وأنت تقرأ.