كنت أنتظر اللحظة الفارقة بين التوقيت الشتوي والتوقيت الصيفي أي الساعة الثانية عشرة ودقيقة صباح يوم الجمعة الماضي 27 أبريل لأهيئ نفسي كي أدخل مرحلة تاريخية جديدة من التوقيت الصيفي، فهناك ترتيبات عديدة أقوم بها عادة عند بدء العمل بذلك التوقيت، منها تقديم الساعة وأيضا تغيير ملابسي الشتوية بصيفية، بل والخروج من مرحلة الكمون الشتوي.. وأشياء أخري، ولكن يبدو أن من طول انتظاري لمرحلة التحول من الشتاء للصيف، وتعدد المهام الجسام التي أقوم بها عادة كل عام استعدادا لاستقبال مرحلة جديدة من عمري، فقد أصابتني "سنة" من النوم.. وحلمت أن مجلس الوزراء عقد اجتماعا طارئا لمناقشة الخطط المستقبلية التي سيتم العمل بها خلال التوقيت الصيفي وتقييم العمل الوزاري في الفترة الشتوية المنصرمة أي خلال العمل بالتوقيت الشتوي. كان أول المتحدثين في المجلس وزير الزراعة الذي بشر رئيس الحكومة وزملاءه الوزراء بانحسار مرض إنفلونزا الطيور، وانه سيتلاشي خلال العمل بالتوقيت الصيفي بسبب حرارة الجو، بعد أن زادت الحالات المصابة بشكل غير مسبوق خلال الشتاء، واقترح الوزير إلغاء التوقيت الشتوي ومد العمل بالتوقيت الصيفي كحل وحيد وعبقري للقضاء علي إنفلونزا الطيور. ووزير الكهرباء من جانبه اعتبر أن بدء العمل بالتوقيت الصيفي سيحد من استهلاك الكهرباء كي تتفرغ الوزارة لإنشاء المفاعل النووي ودخول عصر الطاقة النووية من أوسع أبوابه. وجاء القول الفصل من وزير المالية والذي أكد أن بدء العمل بالتوقيت الصيفي يعني أن فترة السماح الخاصة بتقديم الاقرارات الضريبية قد انتهت وإن وقت "الحساب" قد حان وانه سيكون صيفا ساخنا علي الممولين والمتهربين معا. أما وزير السياحة فقد أعلن في جلسة الحكومة الطارئة أن بدء العمل بالتوقيت الصيفي يعني انعاش السياحة العربية والداخلية خاصة في المصايف وبداية اجازات المسئولين، بينما أكد وزير النقل أن حوادث القطارات تقل عادة في الصيف، كما أن رحلات الحج والعمرة عن طريق البحر تكون عادة في الشتاء لا الصيف، وبالتالي فإن من فوائد العمل بالتوقيت الصيفي هو استحالة حدوث كوارث بحرية من السفن والعبارات. وتباري باقي الوزراء أثناء الجلسة الطارئة لمجلس الوزراء في الإشادة بالتوقيت الصيفي والترحيب ببدء العمل به، فأكدت وزيرة القوي العاملة أن هناك برامج صيفية لتشغيل العاطلين وفقا لبرنامج الرئيس مبارك الانتخابي، بل إن فرص العمل التي سيتم توفيرها سيستفيد منها أيضا الطلبة أثناء الإجازة الصيفية. أما الشكوي الرئيسية من العمل بهذا التوقيت فقد جاءت من وزيري الاستثمار والتجارة والصناعة واللذين أكدا أن إنتاجية العامل المصري في الصيف تتراجع عادة، كما أن الموظفين أيضاً خاصة العاملين في الجهات التي تتعامل مع المستثمرين غالبا ما يصابون بالعصبية وحدة الطباع أثناء الصيف وهذا سينعكس بالسلب علي المستثمرين المصريين والعرب والأجانب، وقد يتسبب سلوك بعض هؤلاء في تطفيش العديد من المستثمرين، وتوالت بعد ذلك كلمات الوزراء والتي تراوحت ما بين مؤيد ومعارض ومتردد ومجامل للتوقيت الصيفي. وفي تعقيب رئيس الحكومة علي مداخلات وآراء الوزراء قال: لقد ورثت تركة ثقيلة من رؤساء حكومة سابقين.. ومنها التوقيت الشتوي والصيفي، ولكن لا أعرف حتي الآن لماذا لم نناقش الجدوي الاقتصادية من هذا التوقيت، رغم أن الوزارة ستكمل قريبا عامها الرابع؟. وأضاف أن السؤال الذي يجب أن نجيب عنه جميعا الآن لحسم هذه القضية هو.. هل العمل بالتوقيت الصيفي أو الشتوي يتوافق مع حكومتنا الالكترونية..؟ ولا أعرف حتي الآن وبعد أن صحوت من حلمي هل يمكن للحكومة أن تجيب عن هذا السؤال؟! elbasser2yahoo.com