كما لو كنا وجدناه ذات صباح، ملقي في ذات المكان بين بداية الطريق الصحراوي وميدان لبنان..!! فجأة انتابني الاحساس بان هذا المحور سينضم الي قائمة مجهولي النسب لدينا، ولابد من اجراء تحليل (DNA) لمعرفة إلي من ينتمي في هذا البلد. كل جهة تنفي مسئوليتها عنه، ويلقي به الي جهات اخري وكأنها "تهمة" علي الجميع الحرص ألا يضبطوا بحيازتها والا عوقبوا. انه المحور يا سادة، والمقصود هنا ليس ذلك التحالف العسكري في الحروب العالمية، وليس حتي محطة التليفزيون التي تحمل هذا الاسم، وانما محور 26 يوليو الذي اضاف اليه الجميع الالف واللام للتعذيب ليصبح "المحور" الذي لا قبله ولا بعده مما يشير الي اهميته القصوي. بالفعل هو طريق اكثر من حيوي ينقل الحركة من وسط المدينة الي اطرافها، ثم الي الشمال بداية من الاسكندرية ووصولا الي مطروح. هذا الطريق اصبح مع مرور الزمن ورغم الكتابات المتعددة التي ازعم انه كان له فيها نصيب يعاني من اهمال متزايد يوما بعد اخر رغم انه يمر عليه يوميا عدد من المسئولين بداية من رئيس الوزراء وعدد منهم حتي المواطنين العاديين الغلابة امثالنا وهم بالقطع يعانون مثلما نعاني يوميا من "الحفر" و"الخبط" والمراجيح المستمرة داخل السيارات نتيجة الفواصل والهبوط في بعض اجزاء الطريق. رغم ذلك كله مازال الطريق علي حاله يزداد سوءا كل يوم وتقع عليه - نتيجة هذا الخلل - حوادث تكاد تكون يومية يذهب فيها ضحايا ومصابين. واكرر رغم ذلك كله، اعتبر المسئولين ان هذا الطريق بحالته مجهول النسب، كل منهم يلقي بالتهمة علي الاخر ويرفض ان يساهم بالحل، ليظل الحال علي ما هو عليه وعلي المتضرر اللجوء للقضاء. هل هذا معقول، هل معقول، ان يرفض اللواء محسن النادي رئيس مركز ومدينة كرداسة التي يقع المحور في نطاقها الاداري مسئولية محافظة الجيزة، ويلقي بالمحور "اللقيط" الي الهيئة العامة للطرق والكباري، وراجع اخبار اليوم عدد امس "السبت". وبشكل مباشر يرفض المهندس طارق العطار رئيس الهيئة العامة للطرق والكباري هذه المسئولية وينسبها الي وزارة الاسكان. رغم ان د.فتحي سعد محافظ الجيزة قال ان الموضوع عرض في مجلس الوزراء واعترف د.نظيف رئيس الوزراء ان المحور حالته سيئة جدا، وقال: "هذا حقيقي ولا يمكن ان ننكره".. وقيل انه تم في هذا الاجتماع اسناد الموضوع الي هيئة الطرق والكباري منذ عامين بعد موافقة رئيس الوزراء. ولكن الهيئة كما ورد سابقا ترفض هذا الاسناد، وتعلن انها غير مسئولة عن نسب هذا المحور الذي شابه عيوب انشائية، ترجع الي ضغط وسرعة تنفيذ المشروع. اي انه تم تسليم المشروع بعيوبه "مش مهم"، الاهم ان المسئول السابق بدا امام المسئولين الاكبر منه انه قادر علي فعل المعجزات، اما الحقيقة فهي انه غير مهم ارواح الناس، نبقي نشوف بعدين. وبعد جهد جهيد وافقت وزارة الاسكان ان تعلن "تبنيها" لهذا المحور بتكلفة قدرها 40 مليون جنيه، وقال المهندس محمود القاضي ان هناك مذكرة لتمويل المشروع في اسرع وقت خاصة ونحن مقبلون علي الصيف. هذا نموذج لمراحل من عدم الجدية في التخطيط والتنفيذ وتبعثر المسئولية، اما ما يحدث علي الارض يوميا ومدي المعاناة التي يتعرض لها الناس تحتاج الي وقفة جادة وقرارات حاسمة علها تكون بداية.. وافلح ان صدق.