تعيش الاجواء الاقتصادية حاليا في كوريا الجنوبية حالة من القلق والترقب لنتائج اتفاق التجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة الذي ابرم مؤخرا علاوة علي حالة التنافس مع الجيران خاصة العملاق الاقتصادي الآسيوي الصين. وشهدت سول مؤخرا ابرام صفقة حول اتفاق التجارة الحرة (F.T.A) في كلا البلدين كوريا وامريكا برئاسة وزير الزراعة الكوري مين دونج سول ونائب وزير التجارة الامريكي كارين باهتيا، الا ان الرفض الشعبي يزداد بحدة لهذه الاتفاقية التي تلزم كوريا بفتح اسواقها لمنتجات اللحوم الامريكية بالرغم من انتشار مرض جنون البقر في الولاياتالمتحدة ورغم الحظر الصحي الذي تفرضه كوريا علي منتجات اللحوم المستوردة. وفي مقابلة مع "العالم اليوم" قال البروفيسور د.يو سوب شيم استاذ الاقتصاد في جامعة "ميونجي" في سول، ان الولاياتالمتحدة تتعامل مع الاتفاقية بوجهة نظر دولة كبري تتاجر مع دولة صغري هي كوريا وتريد فرض شروطها كما انها لا تقصد التجارة مع كوريا بقدر ما تهدف الي زيادة الضغط علي الصين ومحاصرتها من خلال اتفاقات تجارة حرة مع جير انها. لكن د.شيم يري ان الاتفاقية ستكون مفيدة لكوريا في الاجل الطويل وان ابرامها سيتم رغم المعارضة الشعبية الشديدة للاتفاقية مشيرا الي ان المعارضين هم من الفلاحين فقط لانهم يخشون علي صادرات الارز والانتاج الحيواني وهناك من لا يؤيد الرأسمالية ومحاولات الدول الاخري محاصرة الاقتصاد الصيني لكن الرأسمالية تنتشر في العالم ككل وللاسف - حسب رأي شيم - فهي تزيد الفجوة بين الاغنياء والفقراء. ويضيف شيم ان الاقتصاد الكوري يعاني من هذه النقطة بالتحديد حيث زاد النمو الاقتصادي بسبب التقدم في تكنولوجيا المعلومات، لكن الفجوة ازدادت اتساعا بين الاغنياء والفقراء. لسنا مثل الصين اما وو جين تشونج الخبير في المعهد الكوري للطاقة والاقتصاد ورئيس قسم البحث الاقتصادي فيري ان كوريا لا تستطيع اتباع سياسات اقتصادية مثل تلك التي تطبقها الصين فهي تتحدي امريكا والعالم كله وتخفض عملتها وتخزن البترول الذي تشتريه بأي اسعار لذلك فاننا سنضطر لابرام الاتفاق مع الولاياتالمتحدة لان الامكانات الاقتصادية الكورية ليست بحجم دولة مثل الصين، ومع ذلك فهناك نمو في الاقتصاد وتأمين الطاقة عبر الاستيراد من الخليج وبرنامج ايجاد بدائل للطاقة. اما العملة المحلية فقد تم خفضها من قبل لكن لا يمكن خفضها حاليا لاسباب تتعلق بالسياسات الاقتصادية التي تهدف لزيادة الاستثمارات. وعموما فان كوريا ترتبط بعلاقات تجارية مع امريكا الا انها في نفس الوقت رابع اكبر الشركاء التجاريين للصين.