تعد منطقة شق الثعبان إحدي أهم المناطق الصناعية في مصر، فيها مالا يقل عن 300 مصنع ومئات الورش التي تعمل في صناعة الرخام والجرانيت، ونظرا لجودة ما تنتجه المنطقة من رخام وجرانيت فهي تحتل حاليا المركز الرابع علي مستوي العالم في تصدير الرخام ويبلغ حجم صادراتها حاليا حوالي 225 مليون دولار. كل هذه المكاسب لم تشفع لتلك المنطقة المنكوبة بتعقيدات الروتين، فمنذ سنوات وأعمال مد المرافق الحيوية الي المنطقة مستمرة، بما يمثله ذلك من حفر في الشوارع وتكدس في وزحام وخلو المصانع من شبكات المياه والكهرباء والهاتف والصرف الصحي والصناعي. هنا نبحث مع مستثمري شق الثعبان عن أسباب هذا التجاهل لتلك القلعة الصناعية. صناعة تعتمد علي التصدير بداية فإن الدكتور نبيل قدري "صاحب ورئيس مجلس إدارة مصنع الفيروز للرخام والجرانيت "بشق الثعبان" وعضو مجلس الأعمال المصري الصيني" يؤكد أنه رغم أن منطقة شق الثعبان أقيم علي أرضها مالا يقل عن 300 مصنع ومئات الورش التي تعمل في صناعة الرخام والجرانيت وتعتمد اساسا في عملها علي التصدير للخارج، حيث إنها تعد حاليا رابع منطقة علي مستوي العالم في تصدير الرخام ويبلغ حجم التصدير الحالي بها 225 مليون دولار إلا أنها حتي اليوم مازالت لا تحظي بوجود خدمات تتناسب مع كل هذا، فلا يوجد بالمنطقة حتي الآن صرف صحي أو مياه مع العلم بأن جميع الماكينات والمعدات اللازمة لهذه المصانع تعتمد بشكل أساسي علي المياه، ولتوفير المياه المطلوبة تعتمد المصانع علي طريقة بدائية إذ نلجأ لسيارات المياه المحملة بمياه النيل والتي تفرغ حمولتها بخزانات داخل المصانع وهذه الطريقة لها أضرار بالغة إذ إن هذه المياه تحوي العديد من الشوائب التي تؤثر سلبا علي الماكينات وعلي العمر الافتراضي لها مما يعجل بظهور الأعطال التي تسبب لنا خسائر فادحة. كما أن السيارات التي تقوم بتحميل هذه المياه وتوصيلها للمصانع متهالكة تشكل في حد ذاتها خطورة بالغة وخاصة في غياب أي رقابة مرورية داخل المنطقة وفي حالة تأخرها عن المصانع يتوقف العمل لكون وجود المياه عنصرا اساسيا في عملية التشغيل. الصرف الصناعي وفيما يخص الصرف الصناعي فإن قدري يؤكد أنه قد تم أصلا بحث وجود شبكة صرف صناعي بالمنطقة مع وجود هذا الكم الهائل من الماكينات والمعدات وهذا أمر شديد الغرابة إذ إن وجود شبكة صرف صحي فقط في منطقة تتعامل مع الرخام والجرانيت ومخلفاتها أمر مضحك!!! إذ إن هذه الشبكة ستتعرض للأعطال بشكل يومي ودائم نتيجة للمخلفات الناتجة عن هذه الصناعة، وخاصة مع المواسير التي يتم تركيبها الآن لشبكة الصرف الصحي نظرا لصغر قطرها بشكل ملحوظ لا يتناسب وكثافة التواجد بالمنطقة. المشروع بدأ منذ سنوات ويستطرد "قدري" في حديثه عن الصرف الصحي ويؤكد أنه رغم أن المحافظة قد بدأت في مشروع الصرف الصحي للمنطقة منذ سنوات الا أنه لم ينته للآن، بل إن الأمر إزداد تعقيدا حيث تم الحفر بشكل عشوائي وغير منظم مما أدي الي تدمير جميع الطرق داخل المنطقة وتحويلها إلي تلال وهضاب وطرق وعرة يصعب التنقل من خلالها، وأصبح الوصول الي المصانع أمراً بالغ الصعوبة والمشقة مما أدي لرفض العديد من العملاء التواجد بالمنطقة أو العمل فيها وذلك علاوة علي البطء الشديد في تنفيذ المشروع الذي يعلم الله وحده متي سينتهي.. ويعلم الله أيضا إذا كان تنفيذه بالشكل الحالي سيفي بمتطلبات المنطقة أم لا !!! عبء الطرق وينتقل "قدري" رئيس مجلس إدارة مصنع الفيروز بشق الثعبان إلي مشكلة أخري يصفها بأنها اصبحت عبئا كبيرا علي كل المتعاملين في صناعة الرخام وهي الطرق حيث يؤكد أن المحافظة قد قامت من قبل بتمهيد ورصف الطرق بين المصانع والورش وبعد الانتهاء من تمهيد الطرق، فوجئنا بالحفر في كل الشوارع داخل المنطقة وبشكل عشوائي أدي الي فوضي كبيرة وأصبح من المعتاد أن تمر داخل المنطقة بتلال وهضاب وأصبح الوصول الي مصنع من المصانع داخل المنطقة يستهلك وقتا طويلا وجهدا شاقا، وكل ذلك من أجل الانتهاء من شبكة الصرف الصحي للمنطقة والتي يبدو أنها لن تنتهي أبدا!! حيث إن الحفر بدأ منذ سنوات ولم ينته للآن!!! علاوة علي أن الجزء الذي ينتهي تركيب المواسير به لا يتم ردمه وتمهيده مرة أخري، واصبح المشهد العام سيئا للغاية وخاصة أمام عملائنا من جميع دول العالم والذين يتوافدون علي المنطقة للتعامل مع المصانع المختلفة، واصبحت مقارنة المنطقة الصناعية للرخام والجرانيت بمصر مع أي من مثيلاتها في أي دولة من دول العالم مقارنة مخزية ومخجلة.. ولم نعد نجد المبررات التي توضح بها تلك الحالة المزرية للطرق والتي اصبحت تحتاج ليس إلي سيارة جيب فقط ولكن إلي دبابة كي تستطيع المرور بسلام!! ويؤكد قدري أن المستثمرين سددوا الرسوم التي طلبتها المحافظة لإدخال المرافق.