قد لا يعرف كثيرون اسمها وهو "الكويكا" برغم أن نشاطها بدأ منذ فترة في مصر لتقديم المساعدات الكورية لقطاعات تنموية متعددة باعتبارها الهيئة الكورية المسئولة عن هذه المساعدات في مختلف دول العالم بميزانية تصل إلي نحو 744 مليون دولار. التقت "الاسبوعي" مع الدكتور تشونج وويونج المدير المقيم في مكتبها بالقاهرة للاجابة عن كل الاسئلة حول هذه الهيئة وأنشطتها بمصر. - هيئة "كويكا" الكورية تأسست عام 1991 مثلها مثل بقية الهيئات الانمائية في العالم وهي علي غرار هيئة "جايكا" اليابانية ومنذ أن وضعت الأممالمتحدة في عام 2000 مجموعة من الأهداف الإنمائية للألفية، بدأت كوريا الجنوبية تقوم بواجبها نحو المجتمع الدولي فكان دور هيئة كويكا هو الحد من الفقر في البلدان النامية وتسهيل التنمية الاقتصادية وتعمل كويكا تحت مظلة وزارة الخارجية الكورية لكنها مستقلة وتمتد أنشطتها في جميع أنحاء العالم وتهدف "كويكا" عموما للحد من الفقر وتحقيق التنمية المستدامة وترويج علاقات الصداقة مع الدول النامية. * وما الآلية التي تعمل من خلالها وكيف تمارس أنشطتها؟ ** نعمل من خلال ثلاث آليات وهي التدريب وتقديم الخبرة والتمويل فنحن علي سبيل المثال نقدم آلات وأدوات تدريب للمدارس والمهندسين ويقوم المتطوعون بتقديم الخبرة والمحاضرات والتدريب ثم نقوم بدعوة الكوادر المتدربة لزيارة كوريا والتدريب فيها ونقدم أيضا الدراسات اللازمة للمشروعات والتمويل للمشروعات الانمائية وإعادة البناء ومواجهة الكوارث والتعاون مع المنظمات غير الحكومية وفق اتفاقات مع الحكومات من خلال وزارات التعاون الدولي والخارجية والصناعة. * ما حجم نشاط ومساعدات "كويكا" الرسمية حول العالم؟ وهل لديكم استراتيجية للنشاط في المستقبل؟ - بالرغم من أن معدل مساعدات التنمية الرسمية الكورية أقل من المتوسط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلا أنها تنمو بثبات ولقد وصل معدل مساعدات التنمية الكورية في 2005 إلي 744 مليون دولار بما يعادل 90% من إجمالي الدخل القومي الكوري وقد قررت تدعيم إعادة بناء العراق في فترة من 2003 إلي 2007 بمبلغ 260 مليون دولار ودعم أفغانستان منذ 2003 إلي 2004 بمبلغ 45 مليون دولار. أما استراتيجية "كويكا" في المستقبل فتعتمد علي مضاعفة مساعدات التنمية لافريقيا بحلول 2008 بنحو ثلاثة أضعاف وبحلول 2015 تنوي كوريا زيادة المساعدات الإنمائية بنسبة تعادل نسبة المساعدات في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. * وما موقع مصر؟ ** بدأنا العمل في مصر منذ عام 1991 ونركز علي تنمية مشروعات تكنولوجيا المعلومات (I.T) والتدريب واستصلاح الأراضي ولدينا مركز للتدريب علي صيانة السيارات الكورية وهو موجود في امبابة وتم تمويله هذا العام بنحو 2 مليون دولار ونركز علي صيانة السيارات حيث تشكل السيارات الكورية نحو 40% من سوق السيارات في مصر وهناك مراكز مماثلة في شبرا والاسكندرية وكفر الشيخ وقريبا سفتتح مركزاً آخر في طنطا وعموما فإن حجم المنح لمصر هذا العام من خلال "كويكا" يصل إلي 4 ملايين دولار. ونعمل في 48 دولة افريقية أبرزها مصر ولذلك أسسنا في مصر المكتب الاقليمي والرئيس لكويكا في افريقيا وتحتل مصر مكانة عالية من نشاط كويكا في العالم. * لماذا تبذل كويكا هذه الجهود حول العالم في وقت قد يحتاجها المجتمع الكوري نفسه في الداخل؟ - يرد - ضاحكا العالم عاني كثيرا من الحرب العالمية الثانية وكنا نحن تحت الاحتلال الياباني لكن فلسفة "كويكا" تقوم علي أن كون العالم في سلام ونماء فإن هذا مردوده الأمان لنا أما الفقر فإن مردوده علينا ولكن بالضرر.