هناك سؤال يتردد كثيرا هذه الايام هل تترك امريكا واسرائيل فرصة لنجاح اتفاق مكة بين حماس وفتح.. ان الواضح من ردود الافعال الظاهرة ان اسرائيل غير راضية عن بقاء حماس في السلطة وان امريكا كانت تتمني القضاء علي حماس نهائيا حتي لو استخدمت قوات فتح السلاح.. وقد قدمت امريكا دعما ماليا للسلطة الفلسطينية من اجل مواجهة حماس.. وهناك اطراف عربية تري في وجود حماس خطرا علي القضية الفلسطينية ورغم كل هذه التحفظات بان اخراج حماس من السلطة الان اصبح مهمة صعبة للغاية.. ولكن اتفاق مكة لا يعني ابدا ان المشاكل قد انتهت او ان الطريق الي مصالحة كاملة بين حماس وفتح اصبح ممهدا تماما.. ان الازمة الحقيقية هي في الاختلاف الشديد في وجهات النظر بين المسئولين في فتح والمسئولين في حماس ومهما كانت درجة التقارب فان حماس وموقفها من عملية السلام مع اسرائيل لايتفق في كثير من جوانبها مع وجهة نظر المسئولين في حركة فتح.. وبجانب هذا فإن رفض اسرائيل وامريكا لحماس من البداية يضع عراقيل كثيرة امام التضارب التام بين فتح وحماس ولهذا فان الايام وحدها سوف تؤكد نجاح اتفاق مكة وهل يصبح بالفعل نقطة بداية حقيقية لسلام حقيقي ام ان اسرائيل سوف تسعي الي ضرب هذه الاتفاق لكي تعود جميع الاطراف الي دوامة الصراع مرة اخري لقد ثبت للجميع الآن ان السلام سيبقي حلما مستحيلا في ظل سياسة اسرائيل الحالية وان علي اسرائيل اذا كانت تريد السلام فعلا ان تتفاوض برغبة كاملة في تقديم صيعة تقبلها كل الفصائل الفلسطينية ولكن اسرائيل تأكدت الان ان التلاعب والاحتيال لن يصلا الي شيء سواء في الوقت الحالي او في المستقبل البعيد.. ولهذا فان الجميع ينتظر المفاوضات القادمة بين رايس وابو مازن واولمرت وهل ستصل بالفعل الي نتائج حقيقية ام انها ستدخل في نفس السرداب المظلم الذي سارت فيه المفاوضات من قبل مابين اوسلو ومدريد وشرم الشيخ والقاهرة.. ان اهم ما ينبغي ان يحرص عليه الفلسطينيون هو وحدتهم ولذلك فان اتفاق مكة ينبغي ان يبقي وثيقة هامه بين فتح وحماس حتي لاتجد اسرائيل مبررات جديدة للتلاعب والهروب وهي اشياء اصبحت تجيدها في كل الاحوال والظروف.