قيادات مصرفية وشركات للسمسرة أطلقوا تحذيرا في المضاربة علي سهم البنك الوطني للتنمية مشيرين إلي أن هناك بعض كبار المضاربين يروجون الشائعات لدفع سعر السهم والوصول به إلي رقم معين يتخلصون بعدها من الأسهم التي لديهم، متوقعين أن يتعرض صغار المستثمرين للخسائر وقتها. وأكدوا أن البنك لم يحقق أرباحا منذ سنوات ولديه عجز في المخصصات يتعدي أكثر من مليار جنيه واستبعدوا الانتهاء من عمليات الفحص النافي للجهالة خلال الشهر الحالي للبنك، مشيرين إلي أن عمليات الفحص تحتاج إلي 3 شهور وتلقي العروض من الراغبين في الشراء تحتاج إلي شهر وعملية البيع في حالة حدوثها لن تتم قبل ابريل القادم. وحقق البنك 7.50 مليون جنيه خسائر خلال النصف الأول من العام الماضي مقابل 387 ألف جنيه أرباحا في الفترة المقابلة من العام الأسبق، بالإضافة إلي أنه يقوم منذ عام 2002 بتحويل فائض النشاط بالكامل إلي مخصصات ولم تظهر أي أرباح خلال السنوات السابقة. تضاعف سعره وأكد صبحي أمين نائب رئيس شركة الحرية لتداول الأوراق المالية أن هناك مجموعة من المضاربين لديها ملاءة مالية تتحكم في بعض الأسهم وتروج الشائعات عنها لكي ترتفع، ومنها البنك الوطني للتنمية الذي تضاعف سعره خلال أقل من شهر، وأشار إلي أن البنك يعاني عجزا كبيرا في المخصصات يتعدي المليار جنيه ولديه مشكلات في تحصيل المديونيات المتعثرة والعروض التي تقدم لشرائه لا تكون بالشكل الذي يتخيله المستثمرين. وأضاف أن السعر الحالي للسهم في السوق يتعدي القيمة الحقيقية له مشيرا إلي أن مستثمر يريد شراء سهم البنك الوطني للتنمية عليه أن يأخذ العبرة من بيع بنك مصر الدولي والبنك المصري الأمريكي مع توقع العديد من المستثمرين أن تكون أسعار الشراء التي تقدم لهم أعلي من السوق لكنهم تعرضوا لخسائر كبيرة. وتوقع أن يتعرض حاملو السهم لخسائر، خاصة أن عرض الشراء في حالة إتمامه سيكون أقل من السعر الحالي والبنك لم يحقق أي أرباح منذ سنوات. ودعا إلي قيام المستثمرين بالنظر لميزانية البنك قبل المضاربة لمعرفة حقيقة السهم. أعلي من الواقع واتفق معتز الشربيني مدير فرع المجموعة المتحدة لتداول الأوراق المالية بدمياط أن السعر الحالي للسهم يفوق سعره الحقيقي مطالبا المستثمرين بالتأكد من وجود عروض حقيقية للشراء قبل الانسياق وراء المضاربين. وأشار إلي أن البنوك التي تقوم بعمليات الفحص من الممكن أن تنسحب ولا تقوم بتقديم عروض، وفي نفس الوقت من الممكن أن تقوم بتقديم سعر أقل في السوق. ويتوقع أن يتعرض الكثيرمن المضاربين علي السهم لخسائر كما حدث في سهم بنك مصر الدولي والبنك المصري الأمريكي. وأضاف أن مراقب الحسابات بالبنك أوصي في تقريره إلي ضرورة تدعيم مخصص الديون غير المنتظمة وهذا يؤكد علي أن البنك لديه مشكلات وعجز كبير في المخصصات. الصغار.. ضحايا وحذر طارق حلمي الرئيس التنفيذي السابق لبنك المؤسسة العربية المصرية "مصر" من الانسياق وراء المضاربين والمضاربة علي سهم البنك الوطني مشيرا إلي أن قيام بعض البنوك الخليجية بفحص نافي للجهالة له، لكن لا يعني أنها ستتقدم بعروض تفوق السعر السوقي. وأضاف من الممكن أن تنسحب هذه البنوك ومن الممكن أن ترفض العروض التي تقدمها في حالة ما إذا كانت ضعيفة. وأكد أن صغار المستثمرين أكبر الضحايا من عمليات المضاربة والمستفيد الوحيد الكبار منهم، وأنصح بضرورة التعقل وعدم المضاربة علي السهم والانتظار لحين الانتهاء من عمليات الفحص التي من الممكن أن تستغرق وقتا طويلا. البيع.. ابريل القادم وأوضح كرم سليمان مدير عام المعاملات الدولية ببنك باركليز مصر أن عمليات الفحص النافي للجهالة تحتاج إلي 3 شهور وتقديم العرض للبنك المركزي يحتاج إلي شهر أي أن عملية البيع لن تتم قبل شهر ابريل المقبل.. وأضاف أن سعر سهم البنك في السوق وصل إلي مراحل لم يصلها منذ سنوات وهذا يمثل مخاطرة كبيرة خاصة أن البنك لديه عجز في المخصصات، والمضاربين يروجون الشائعات لكي يرتفع السهم، وهو ما تكرر من قبل عند بيع المصري الأمريكي وبنك مصر الدولي. وتوقع أن يكون سعر الشراء في حال التقدم به أقل من السعر الحالي في السوق مشيرا إلي أن المستثمرين عليهم أن يعرفوا وضع البنك والعجز الذي يعانيه في المخصصات قبل الانسياق وراء المضاربين.