ترعي الأحداث الرياضية وتتفاوض من أجل فاتورة مخفضة للوقود

شركات الطيران تتحدي نار البترول

بدأت شركات الطيران في اتباع استراتيجيات جديدة للحد من تزايد أسعار البترول التي تؤثر علي أسعار الوقود، فلا شك أن الارتفاع المتواصل لأسعار البترول في الأسواق الدولية له مردوده الثقيل علي تكلفة التشغيل في شركات الطيران، ومن هنا بدأت معظم شركات الطيران في اتباع حزمة من وسائل زيادة التشغيل وجذب الركاب بقوة لمواجهة تزايد أعباء الوقود وتكاليف التشغيل.
ومن بين السبل الجديدة لزيادة أعداد الركاب وجذب العملاء رعاية الأحداث الرياضية وتبني البطولات الرياضية والألعاب الأوليمبية والمسابقات، كذلك القيام بالأعمال الخيرية وتشجيع المؤتمرات واستخدام الانترنت في حجز التذاكر وكذلك منح مميزات للركاب الذين يسافرون باستمرار لإنهاء الأعمال.
وعلي سبيل المثال اتبعت شركة طيران الخليج Gulf Air استراتيجية لتبني البطولات الرياضية وسباقات السيارات حيث تبنت جائزة البحرين الكبري لطيران الخليج 2007 ومن المقرر أن ينطلق سباق فورميولا وان في حلبة البحرين تحت رعاية طيران الخليج خلال الفترة من 13 إلي 15 ابريل القادم.
وكما يقول سامر الشيخ مدير التسويق بحلبة البحرين الدولية فإن سباق جائزة البحرين الكبري لطيران الخليج في عام 2006 حقق مكاسب مباشرة للأعمال التجارية تقدر بنحو 394 مليون دولار وهو ما يشكل 3% من إجمالي الناتج المحلي مع إيجاد 400 فرصة عمل بدوام عمل كامل.
ولاشك أن شركة الطيران Gulf Air ستقدم خدمة لعملائها من خلال هذه المسابقة ويمكن للراكب أن يسافر ويعود في نفس اليوم.
شركات الطيران أيضا تقدم استراتيجيات للتسويق في مواجهة نار البترول، كما يقول هشام أبو الفتح مدير التسويق ورعاية الأحداث الرياضية في طيران الخليج، موضحا أن رعاية البطولات الرياضية والمؤتمرات والأحداث الخيرية ومواجهة الكوارث هي استراتيجية جديدة ضمن حزمة لمواجهة أسعار الوقود التي أثرت علي تكلفة التشغيل والتقليل من استخدام الموظفين، لكن فتح خطوط جديدة ورعاية أحداث مثل سياحة الفورميولا وان في البحرين يجذبان كثيرا من المشجعين والرياضيين، بالتالي تزداد أعداد الركاب والرحلات وتقابل بذلك أعباء غلاء الوقود الناتج عن ارتفاع أسعار البترول.
هناك أيضا شركات مثل "دلتا إيرلاينز" و"ريان إير" و"لوفتهانزا" بدأت استراتيجية لجذب الركاب عن طريق المسابقات والجوائز وفتح رحلات سياحية للأفواج بشرط استخدام خطوطها، كما تقيم هذه الشركات خطوطا إضافية مؤقتة في حالة تنظيم بطولات رياضية عالمية مثل كأس العالم وتنظيم المؤتمرات العالمية والمنتديات علي غرار منتدي دافوس الذي عقد مؤخرا في سويسرا وحضره أثرياء العالم، في هذا التوقيت قامت الشركات العالمية للطيران بتقديم وجبات مميزة وإضافية للركاب كما في لوفتهانزا وتقديم مميزات جديدة لركاب الدرجة الأولي منها مقاعد علي شكل أسرة وغرف مستقلة.
بعض شركات الطيران ذهبت لما هو أبعد من ذلك مثل تخصيص مكان علي الطائرة في شكل حمام سباحة صغير، وهناك تخطيط لإقامة الفنادق الطائرة بحيث تصبح الطائرة كأنها فندق متكامل، ومع أن هذا المشروع لم يخرج للنور بعد فإن عدة شركات جوية تقوم بتمويل دراسات وأبحاث هذا المشروع في عمليات التجريبية، ونظرا لارتفاع فاتورة الوقود بدأت الشركات الأوروبية في التفاوض مع الاتحاد الأوروبي علي دفع فواتير مخفضة لوقود الطيران، هذه المفاوضات قادتها شركة "بريتش إيروايز" وتحاول حاليا الحصول علي إعفاء من الرسوم الضريبية علي الوقود الذي ارتفعت أسعاره بسبب التذبذب في أسعار البترول العالمية التي وصلت لأعلي مستوياتها في أغسطس الماضي، وشكلت أعباء جديدة علي شركات الطيران التي خرجت لتوها من أزمات الحروب والكوارث.