لم تكد تنتهي أزمة زيادة ضريبة المبيعات وفرض رسوم جديدة علي أسعار تذاكر الطيران.. حتي بدأت أزمة جديدة قد تهدد مسيرة ازدهار السياحة المصرية والتدفقات السياحية العالمية إلي مصر. وكان السبب في هذه المرة قيام شركات الطيران برفع سعر تذاكر الطيران مرة أخري بمعدل 10 دولارات بسبب ارتفاع أسعار وقود الطائرات. وفي الوقت الذي اعترضت فيه الشركات السياحية والفنادق علي الزيادات الجديدة أصبحت نفس الشركات في أزمة بسبب كثرة شكاوي السياح الأجانب من زيادة أسعار تذاكر الطيران الداخلي وهو الأمر الذي سيؤثر حتما علي تعاقداتها المستقبلية وكذلك التدفقات السياحية الحالية. "الأسبوعي" استطلع آراء بعض مسئولي الشركات السياحية وكذلك أحد مسئولي مصر للطيران حول تأثير هذه الزيادة علي حركة السياحة الداخلية والخارجية فكان هناك تباين شديد في ردود الأفعال والآراء نعرضها فيما يلي: من جانبها تؤكد مصر للطيران ان الزيادة التي تقررت مؤخرا علي تذاكر السفر الدولي بواقع 10 دولارات علي الرحلات المتجهة إلي دول جنوب شرق آسيا والولايات المتحدةالأمريكية و5 دولارات علي الخطوط الأوروبية والعربية تأتي لمواجهة الزيادة الكبيرة التي طرأت علي أسعار الوقود، وقالت ان هذه الزيادة أقل من مثيلاتها بالشركات الأخري والتي رفعت أسعار تذاكرها منذ يونيو الماضي في حين أن مصر للطيران بدأت في تحصيلها منذ 24 اغسطس الماضي. أوضح مصدر مسئول بالشركة ل "الأسبوعي" أن الرسوم الأخيرة التي اضيفت علي تذاكر الطيران لم تتأثر بها حركة المبيعات علي الاطلاق حتي الآن علي حد تعبيره مؤكدا ان السياحة الوافدة من الخارج بدورها لن تتأثر بها أيضا لانها زيادة أقل بالمقارنة بشركات الطيران العربية والعالمية. الرحلات الداخلية ويتفق المهندس شريف سالم رئيس مجلس إدارة إحدي شركات السياحة مع مسئول مصر للطيران ويري ان الزيادة الجديدة علي أسعار تذاكر الطائرات طبيعية نتيجة لارتفاع سعر البترول وبالتالي ارتفاع أسعار الوقود كما انها أقل من الزيادات التي قررتها الشركات العالمية والعربية. وأشار سالم إلي ان ما يحتاج الي إعادة نظر هو اسعار تذاكر الطيران الداخلية وتستحق إلي وقفة من جانب المسئولين عن مصر للطيران لان أسعارها مغالي فيها تماما وتحتاج إلي تصحيح فوري حتي لا تهدد ازدهار السياحية المصرية خاصة بعد كثرة شكاوي السائحين منها وبالذات السائحون العرب وأوضح سالم ضرورة فتح الباب أمام انشاء شركات طيران قطاع خاص للمساهمة في حل هذه المشكلة التي تتفاقم يوما بعد الآخر. أما ماجد الجمل رئيس جمعية مستثمري طابا للتنمية السياحية فيؤكد ان الزيادة في أسعار تذاكر الطائرات لم تؤثر مطلقا علي منطقة طابا لان الرحلات القادمة إلي طابا ليست رحلات طيران منظمة وانما رحلات طيران عارض والتي يقوم فيها منظمو الرحلات بتأجير الطائرات كاملة وهو ما يؤدي إلي اختلاف أسعار التذاكر بل تكلفة البرنامج ككل. وأشار الجمل إلي أن ارتفاع أسعار تذاكر الطيران سيقلل نسبة كبيرة من السياحة الخارجية من مصر خاصة في رحلات الحج والعمرة والسياحة الخارجية التي بدأت تتزايد مؤخرا مما يقلل الضغط علي العملات الأجنبية المستخدمة في هذه الرحلات خاصة في ظل ارتفاع اليورو والدولار من قبل. وأضاف ان أسعار تذاكر الطيران الداخلي بالفعل مرتفعة إلا أن عدد السياح الأجانب الذين يستعملون الخطوط الداخلية قليل لكنها ترهقهم بالفعل. وعن السياحة الداخلية يوضح ان معظم الذين يستخدمون الطيران الداخلي تعد امكانياتهم مرتفعة وهذه الزيادة لا تؤثر عليهم. ارتفاع متكرر للتذاكر أما مدحت عبدالعزيز ياسين المدير المالي لإحدي الشركات السياحية فيؤكد أن تذكرة الطيران تتحمل ضرائب 25% تنمية موارد بالإضافة إلي 5% ضرائب حكومية وكذلك الدمغات والرسوم الأخري كرسوم المغادرة والتي تختلف من دولة لأخري بالإضافة أيضاً إلي 10 دولارات ضريبة الوقود التي زادت مؤخراً مشيراً إلي أنه منذ بداية العام المالي ارتفعت أسعار التذاكر أكثر من مرة حيث ارتفعت ضريبة تنمية الموارد (25%) إلي 150 جنيهاً بعد أن كانت 100 جنيه فقط.. بالإضافة إلي رسوم أخري وضريبة الوقود التي فرضت مؤخراً. وأضاف أن أسعار تذاكر الطيران الأساسية في كل دولة موحدة طبقاً لمنظمة "AITA" ولكنها تختلف فقط في الضرائب والرسوم التي تفرضها الدولة. وأوضح أن الزيادة الجديدة في سعر التذاكر بالنسبة للأجانب في مصر ستتضح خاصة أن هناك فروقاً في العملات بين مصر والدول الأخري بالإضافة إلي ارتفاع نسبة التضخم مشيراً إلي تعدد الشكاوي من السياح الأجانب والعرب من ارتفاع أسعار الرحلات الداخلية.