بعد أزمة مستلزمات هايدلينا

المواطن الغلبان يدفع الثمن!

جدلا واسعا اثارته اتهامات حيدر بغدادي النائب عن الحزب الوطني الحاكم بمجلس الشعب لزميله د.هاني سرور النائب عن نفس الحزب بالمجلس بسبب قرب الدم والفلاتر الملوثة والتي تنتجها شركة "هايدلينا" المستحوذة علي حصة ضخمة في سوق هذه المستلزمات ينافسها فيها منتجات اجنبية اخري ترتفع عنها في السعر وبغض النظر عما ستؤول اليه تحقيقات النيابة في هذه القضية إلا أن الجدل لم ينتقل بعد الي تأثير انسحاب شركة هايدلينا من سوق القرب والفلاتر علي المواطن العادي فمستلزمات الشركة بأسعارها المنخفضة كانت تساهم في تقليل العبء المالي عن مرضي الفشل الكلوي والذين يضطرون لاجراء عمليات غسيل متكررة ونقل دم بتكاليف مرهقة.
واختفاء هذه المستلزمات الطبية المهمة التي ينتجها مصنع سرور من السوق قد يعرض تكلفة الخدمة للارتفاع أو قد يدفع الاطباء معدومي الضمير أو بعض مراكز غسيل الكلي "من نوعية بئر السلم" لممارسة الغش باستعمال المستلزمات الطبية المستوردة لأكثر من مرة بعد القيام بغسلها لتوفير التكلفة مما يمثل خطورة صحية كبري علي المرضي وهو ما دفعنا لمناقشة هذه السيناريوهات مع المختصين في علاج الفشل الكلوي بعدد من المراكز الطبية متدرجة المستوي بين خدمات ال"5 نجوم" وخدمات "القومسيون" وكذلك سألنا العاملين في تجارة المستلزمات الطبية عن سبب اقتصار الصناعة المحلية في بعض المستلزمات علي مصنع واحد وما يعرض الصحة العامة الي المخاطرة في حال وجود ازمة في المصنع او توقف الانتاج والتوريد نتيجة التحقيقات التي تجريها النيابة العامة..
و"الأسبوعي" اذ يطرح هذه القضية للنقاش فانما يهمه في ذلك مصلحة المواطن وخاصة المرضي محدودي الدخل والفقراء الذين سيكونون اكبر المتضررين من هذه الأزمة.
في البداية يؤكد ايهاب وصفي المدير المالي بمركز القاهرة لامراض الكلي ان السوق يواجه ازمة خطيرة في توفير قرب الدم وهي غير مسبوقة من قبل وتوقف توريد قرب الدم والفلاتر لشركة هايدلينا هو السبب فيها.
فيما ينفي د.مجدي الاكايبي استشاري امراض الدم ببنك الشبراويشي للدم وجود أزمة بالسوق ويلفت الي ان نقص كميات الدم يعود الي تأثير فترة الاعياد علي توفر المتبرعين بالدعم حيث تتوقف في الاجازات الحملات الطلابية للتبرع وهو ما يؤثر علي كميات الدم في البنوك.
من جهته يشير د. ايمن السيد اخصائي امراض الدم ببنك الدم بمستشفي القصر العيني الي ان هناك ارتفاعا في سعر قرب الدم المستوردة مقارنة بقرب هايدلينا إلا أنه يري ان اختفاء قرب هاني سرور من السوق لن يسبب ازمة كبيرة في تكلفة العلاج نظرا الي ان الفارق بضعة جنيهات بين المحلي والمستورد.
كما يلفت الي ان هناك صعوبة بالغة في اعادة استخدام قرب الدم اكثر من مرة لتخفيض التكلفة مشيرا الي ان هناك العديد من الخطوات التي تتخذ للكشف علي الدم قبل انتقاله للمريض وهي اجراءات روتينية تتبع علي الدوام حيث تؤخذ منه عينات للكشف عن أمراض مثل الكبد الوبائي والايدز كما يتم عمل مزرعة غير نوعية للدم للتأكد من عدم انتقال امراض للقربة اثناء التبرع بالدم هذا الي جانب ان كيس الدم يظهر عليه بوضوح ما اذا كان قد تم فتحه سابقا او تعرض للفساد او يحتوي علي فطريات او بكيتريات.
مافيا الفلاتر
إلا أن د.أيمن السيد يلفت الي ان الفلاتر المستخدمة في مجال الغسيل الكلوي هي التي قد يقوم الاطباء معدومو الضمير باعادة استخدامها علي الرغم من الخطورة الصحية علي المريض لتوفير التكلفة مشيرا الي ان هناك تراجعا كبيرا في مستوي الصناعةالوطنية في مجال المستلزمات الطبية وان هناك بعض الصناعات البلاستيكية البسيطة التي نعتمد فيها علي المنتج الاجنبي علي الرغم من ارتفاع تلكفتها.
ويؤيد ايهاب وصفي المدير المالي لمركز القاهرة لامراض الكلي الرأي السابق حيث يوضح ان هناك تجارا محترفين يمرون علي مراكز الكلي لعرض شراء الفلاتر المستعملة بمبلغ 30 جنيها وعلي استعداد ان يشتروه وهو ملطخ بالدم ويحققون من وراء هذه التجارة القذرة ثروات طائلة علاوة علي ان هناك سوقا سوداء في منطقة شبرا تباع فيها فلاتر غير معلومة المصدر والتي يرجع أن تكون مهربة أو مسروقة وتباع بأسعار منخفضة إلا أنها بالطبع غير مأمونة وتشكل خطورة جسيمة علي الصحة العامة ويشير وصفي إلي أن مركزهم يفضل الاعتماد علي الفلاتر المستوردة لذا فهو لن يتأثر من إنسحاب منتجات سرور من السوق مشيرا إلي أن تكلفة الفلاتر تكون جزءاً من التكلفة النهائية للمنتج حيث يقدم سعر جلسة الغسيل الكلوي ب 250 جنيها ويبدأ سعر الفلتر الألماني المستورد من 60 إلي 160 جنيها.