خسرت أمريكا كل أصدقائها بالضربة القاضية التي تسمي الخيانة.. لقد خانت أمريكا كل من ساندها ووقف معها وساعدها في مشروعاتها علي مستوي العالم.. من كان يتصور أن ترفض دخول شاه إيران إلي أراضيها مريضا منفيا.. رغم أن شاه إيران نفذ لها كل ما أرادت وتخلصت منه في غمضة عين وباعته بأبخس الأسعار. وباعت أمريكا أيضا صدام حسين كما باعت شاه إيران رغم أنها حرضته يوما علي أن يدمر القوة العسكرية الصاعدة في إيران.. وبعد أن انتهي دور الرئيس السادات بتوقيع كامب ديفيد مع إسرائيل تركته يواجه مصيره رغم الأحلام الكثيرة التي وعدته بها في دعم اقتصادي يعيد لمصر قوتها وريادتها في المنطقة ولكن لم يحدث شيء من ذلك.. وما أكثر الرؤساء الذين باعتهم الإدارة الأمريكية بلا مقابل ولهذا يتساءل الإنسان أحيانا وهو يشاهد الخريطة الاقليمية في الشرق الأوسط وهي تتحول في اتجاه إيران كقوة صاعدة علي كل المستويات.. وهنا لن يكون غريبا رغم كل الخلافات التي تبدو الاَن بين إيران وأمريكا أن ينتهي كل شي ءبتقسيم المنطقة بين أمريكا وإيران وإسرائيل علي حساب الدول العربية.. ولن ترفض إيران مثل هذه الصفقة. كانت هناك علاقات قوية جدا بين شاه إيران وأمريكا من جانب وشاه إيران وإسرائيل من جانب اَخر.. وفي ظل اشتعال الفتنة التي تشجعها أمريكا بين السنة والشيعة لن يكون غريبا أن تدخل أمريكا في صفقة مع إيران في وقت قريب.. وما الذي يمنع ذلك؟ إن إيران هي الجواد الرابح في دول المنطقة الاَن بعد غياب العراق.. وهناك دولة شيعية كبيرة صاعدة لا أحد يعلم حتي الاَن حدودها وهل تقتصر علي العراق وحدها أم تأخذ أجزاء أخري من دول عربية.. ولنا أن نتصور العالم العربي بعد عشر سنوات في ظل أكثر من دولة في العراق.. وأكثر من دولة في السودان وإسرائيل الكبري التي نعرفها جميعا وربما وجدنا أكثر من دولة في لبنان وبعض الدول العربية الأخري.. وهنا ستكون هناك دولتان كبيرتان هما إيران وإسرائيل وتدخل بقية الدول الصغري في سباق مع التخلف والفقر والحكومات المستبدة.. إن أمريكا تجيد دائما استخدام الأشياء ابتداء بالحكام وانتهاء بالشعوب وقد أجادت هذه اللعبة في العالم العربي فما أكثر الحكام الذين لعبت بهم ثم باعتهم بأبخس الأثمان وهي لن تتردد في أن تفعل ذلك مرة أخري.