هذا بلاغ عاجل جداً لوزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي، بشخصه وصفته كما يقول قلم المحضرين. والبلاغ يتعلق بالامصال التي يتم تطعيم اطفالنا بها في مواعيد محددة ضد مجموعة من الامراض التي تحذرنا وزارة الصحة منها وتطالبنا بضرورة التقيد بتعاطي تلك التطعيمات والفاكسينات في الوقت المقرر للوقاية منها. هذه الامصال غير موجودة في مكاتب الصحة المختصة توخيا للدقة فان مكتب صحة النزهة بمصر الجديدة اعتذر للاباء والامهات الذين ذهبوا اليه هذا الاسبوع بصحبة اطفالهم للحصول علي هذه التطعيمات الضرورية وقال المسئولون عنه للاهالي لاتوجد لدينا امصال اذهبوا الي مكتب صحة مصر الجديدة وفي مكتب الصحة الاخير قال المسئولون للاهالي نأسف لان الكمية الموجودة لدينا محدودة جدا ليتها تكفي للاطفال المسجلين لدينا. وامام رجاء وتوسلات الامهات والاباء استطاع بعض المحظوظين تطيعم ابنائهم.. بينما مضي اغلبهم الي حال سبيه دون الحصول علي هذه الخدمة الطبية الضرورية. واذا كان هذا هو الحال بالنسبة لاثنين من مكاتب الصحة النموذجية في ارقي احياء القاهرة فماذا يمكن ان يكون الحال في مكاتب الصحة بالارياف والكفور والنجوع والاحياء الشعبية والمناطق العشوائية؟! وليس هذا هو السؤال الوحيد.. بل ان هناك اسئلة اخري ليست اقل مدعاة للقلق. منها علي سبيل المثال: أليست اعداد الاطفال المطلوب تطعيمهم معروفة، وكذلك مواعيد هذا التطعيم معلومة سلفا؟ واذا كانت كذلك فكيف تنفد الكميات الموجودة ولا يتم تعويضها في الاوقات المحددة؟ واذا كانت البيروقراطية - علي احسن الفروض- هي السبب في حدوث مثل هذه الفجوة في هذه الخدمة الطبية بالغة الحساسية التي تتعلق بحياة ومستقبل وصحة اطفالنا، فماذا يكن لنا ان نتصوره بالنسبة للخدمات الاخري الاقل حساسية وان لم يمكن اقل خطرا وخطورة؟ واذا كان توفر الامصال، التي تقي ابناءنا من امراض كريهة مثل شلل الاطفال والدرن وغيرهما في المواعيد المقررة موضع عبث فكيف يمكن للرأي العام ان يطمئن الي تفاصيل اخري كثيرة بهذا الصدد مثل سلامة طرق التخزين في درجات حرارة مناسبة ومدد الصلاحية.. وغير ذلك؟ الموضوع خطير ياسيادة الوزير.. ويحتاج منك قرارات سريعة وحاسمة اولها توفير هذه الامصال علي الفور وثانيها التحقيق في اسباب هذه الفجوة والمسئول عنها والعقاب الذي تم توقيعه عليه وكيفية تجنب تكرار هذه الكارثة. فماذا انت فاعل؟!