[email protected] تشير دراسات علمية منشورة الي أن 70% من الدخل الامريكي يعتمد علي التقدم في البحث العلمي والتكنولوجيا كما أن احدي الدراسات المتخصصة أكدت أن اكتشاف نظرية الكم وما نجم عنها من تطبيقات متنوعة في مجال الليزر وعلوم الفضاء أدت إلي تحقيق زيادة تعادل نحو 30% في الدخل القومي الامريكي كذلك فإن بعض الدول التي كان لها نفس ظروفنا استطاعت علي مدار الأعوام الثلاثين الماضية تحقيق نهضة متميزة في مجال البحث والإبداع العلمي فمثلا نجد أن كوريا الجنوبية تمكنت حاليا من منافسة الولاياتالمتحدة في مجال تصنيع الإنسان الآلي كذلك نجحت الهند في تصدير برمجياتها وخدمات المعلومات للسوق الامريكي كما نجد ماليزيا وبعد دخولها في مجال تقنية المايكروالكترونيكس تدخل الآن في مجال الباي تكنولوجيا لتطوير صناعة الأدوية والجينات والأسلحة والطب. وأكد الدكتور أحمد زويل والفائز بجائزة نوبل في ندوة بعنوان العلم والتكنولوجيا في القرن الحادي والعشرين بالمركز القومي للبحوث أننا في حاجة ماسة لتغيير طريقة التفكير في مجال البحث العلمي في أهمية وجود قاعدة علمية قوية تستند إلي مجموعة من المحاور تتمثل في التكامل بين الكوادر البشرية وفرق عمل من مهندسين وأطباء وباحثين وإعلاميين ... والمحور الثاني ضرورة توافر الإمكانيات المالية كبناء مراكز علمية وتوفير الأجهزة الحديثة التي تتطلبه عملية البحث والتطوير والمحور الثالث هو ضرورة الاهتمام بالكوادر البشرية التي تمارس عملية البحث العلمي إذ لا يمكن أن يتقدم البحث العالمي بدون الاهتمام بمن يقوم بالبحث العلمي نفسه. مشيرا إلي أنه أسس بالولاياتالمتحدة مركزا للبيولوجيا الفيزيائية بالتعاون مع شركة إنتل العالمية بهدف استخدام مفاهيم وأجهزة جديدة تعتمد علي التكامل بين علوم الطبيعة والكيمياء والبيولوجيا للاستفادة منها في علوم الطب الحديث من إنتاج العقاقير لعلاج الأمراض المستعصية. ونتصور أن هناك عنصرين أساسين لتحقيق نهضة علمية أولهما وجود إرادة قومية لان العلم له دور أساسي في حياة الشعوب والعنصر الثاني وجود كوادر بشرية لها رؤية محددة فلا يمكن أن نعمل كل شيء من الإبرة للصاروخ وإنما لابد من التخصص وفقا لاحتياجاتنا مثلا في الطاقة الشمسية والمتجددة وعلوم الفضاء كذلك فإن علينا اتخاذ قرار إما البقاء مستخدمين ومستهلكين للتكنولوجيا أو الدخول في مجال إنتاج التكنولوجيا إذ يجب أن نثق في أنفسنا وقدرتنا علي الانجاز وعدم ترديد عبارة أن القطار مضي ولا يمكننا اللحاق به وهي صورة مأساوية وغير حقيقية ولا تعبر عن إمكانياتنا البشرية وتجاوز نقد أعداء النجاح. في النهاية نضم صوتنا إلي الدكتور والعالم الكبير أحمد زويل في أن البحث العلمي ليس معجزة وإنما يحتاج إلي قرار سياسي وشعبي شجاع لدخولنا بقوة في مجال البحث العلمي والإبداع مع ضرورة فتح قنوات اتصال لنقل الخبرات العالمية من خلال إقامة تلاحم بين العلماء المصريين سواء الموجودين في الخارج أو الداخل للتفاعل مع العلماء من مختلف بلدان العالم ونعتقد أن مشروع الطريق إلي نوبل والذي يتبناه المركز القومي للبحوث يعد بمثابة خطوة جيدة نحو تقديم عقول علمية مصرية للترشيح لجائزة نوبل في مختلف المجلات العالمية كما الأمر يحتاج إلي مؤسسات علمية لا حكومية ولا ربحية وقوانين مشجعة ومنظمة ومرونة أكبر للتحرك ودفع العمل في مجال البحث العلمي وتعظيم الايجابيات والاستفادة من قصص النجاح لكوادرنا الوطنية.