كالعادة بدأت الدروس الخصوصية تنشط بشدة مع اقتراب امتحانات نصف العام الدراسي، وقد تحول العديد من كبار المدرسين إلي رجال أعمال وليس رجال علم، وأصبح لهم "بيزنس" خاص تعدي اعطاء الدروس الخصوصية بأنفسهم بل يقومون "بإدارة أعمال" الدروس وتوزيع المدرسين علي السناتر "المراكز" والمنازل بل والشقق المفروشة علي حسب "الزبائن" والأسعار لأن هناك "مستويات" اجتماعية في اعطاء الدروس. فهناك علي سبيل المثال مدرسو لغة انجليزية يتقاضون حوالي ألف جنيه يوميا في المتوسط ومثلهم مدرسو الرياضيات وبالطبع لا أستطيع أن أرصد المدرسين "الملاكي" وهم درجة أعلي من المدرسين الخصوصين الذين يتعاقدون مع "عائلات" ثرية لإعطاء ابنائهم وأقاربهم الدروس وهؤلاء لا يعتمدون علي الحصة أو المرتب الشهري الذي يقدر بالآلاف ولكن علي الخدمات والهدايا الثمينة أخر العام والتي لا تقل عن سيارة أو مجوهرات وهؤلاء لا يدرسون اللغات والرياضيات وحتي واللغة العربية فقط بل تمتد الدروس إلي كل شيء في العملية التعليمية وحتي الأنشطة والتمارين الرياضية. بل ان المناطق الشعبية لا تخلو أيضا من المدرسين الخصوصيين رغم انخفاض مستوي المعيشة والارتفاع غير العادي في أسعار كل شيء وذلك بعد أن تحولت مجموعات التقوية من المدارس إلي "وهم" وحصص اضافية تفرض مجانا علي أولياء الأمور، وللأسف يقوم المدرسون بإعطاء تلك المجموعات اثناء الفسحة او في حصة النشاط أو الكمبيوتر أو اثناء الوقت المخصص للألعاب علي اعتبار ان تلك الأوقات غير مهمة وبالتالي يحرم التلاميذ من حصص النشاط والألعاب والتربية الفنية والكمبيوتر وهذا في حد ذاته مشوه لتكوين الطلبة بدنيا وفكريا ومدمراً للعملية التعليمية ككل. للأسف تحول التعليم إلي شبه تجارة وتحول بعض من المدرسين إلي "بيزنس مان" ولا فرق هنا بين حي وآخر أو مدرسين في مدارس حكومية أو تجريبية أو خاصة، فالكل علي حسب المستوي الاجتماعي يسعي إلي تحسين دخله عن طريق الدروس الخصوصية وعلي حساب أولياء الأمور بل والأخطر من ذلك علي حساب المباديء التربوية والقيم الأخلاقية المفترض تلقينها للتلاميذ، فقد رفع بعض المدرسين شعار ادفع كي تنجح والرسالة التي وصلوها للتلاميذ وتعلموها هي "كله بثمنه". لقد استبشرنا خيرا عند البدء في تطبيق نظام الجودة الشاملة وايضا عندما احدث الوزير تغييرات شاملة في الادارات التعليمية وأتي بقيادات تعليمية حازمة علي رأس مديريات التعليم في المحافظات ولكن يبقي التطبيق حتي لا نحرث في الهواء مثل كل عام. كلام مفيد * قرأت إعلانا كبيرا في احدي الصحف "اليسارية" الكبري التي تعبر عن اكبر تجمع حزبي للقوميين واليساريين في مصر.. وفيه يهنئ رئيس الحزب "اليساري" والتقدمي جدا ثلاثة رجال أعمال بسبب فوزهم بجائزة ولا اعتراض بالطبع علي حصول رجال البيزنس الثلاثة بالجائز لان القطاع الخاص هو عصب التنمية، ولكن ان تأتي التهنئة من ذلك "الرئيس" الذي يهاجم رجال الأعمال "الأثرياء" فالمسألة فيها "قولان" بل ان فوق الاعلان الملون الذي يحدث لأول مرة في مصر من رئيس حزب، هناك خبر مفاداه ان الحكومة تنحاز للأغنياء علي حساب الفقراء.. منتهي التناقض. * عندما تتصارع المعارضة مع الموالاه في لبنان وينقلون ساحة خلافاتهم الي الشارع.. وعندما تتقاتل حماس مع فتح وتكون الضحية اطفال وتمس "هيبة هنية" ذاته، فالمؤكد ان الذي سيكسب المعركة في النهاية.. اسرائيل.