[email protected] نعلم أن كثيراً من دول العالم المتقدم تتحدث الآن عن القضاء علي أمية استخدام الكمبيوتر وتضع البرامج والخطط الممولة بسخاء للقضاء علي الأمية الالكترونية لمواطنيها. ومنذ ثلاث سنوات تقريبا أكدت الحكومة السابقة وجود مشروع طموح للقضاء علي أمية القراءة والكتابة في 2007 من خلال وضع برنامج شامل للتركيز علي تنمية دور فصول محو الأمية واستقطاب جميع فئات المجتمع لاسيما في القري والأحياء العشوائية مع إصدار تشريع قانوني بعدم اعتماد البصمة والختم في المعاملات مع مطلع يناير 2007. ومؤخرا التقيت مع الدكتور رأفت رضوان رئيس هيئة محو الامية والرئيس السابق لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار وأحد الرواد الأوائل لقطاع تكنولوجيا المعلومات حيث دار الحوار حول دور التكنولوجيا في القضاء علي أمية القراءة والكتابة عند كل من الأطفال والكبار مشيرا إلي أن الهيئة تتبع حاليا أساليب تكنولوجية مبتكرة في مجال القضاء علي ظاهرة الأمية فبالنسبة للأطفال تم إجراء تجربة جديدة في مقهي شعبي بأحد أحياء القاهرة المكتظة بالسكان حيث أطلق عليها اسم غرزة الانترنت واعتمدت التجربة علي وضع 3 أجهزة كمبيوتر بدون هارد ديسك مزودة بأحدث برامج التعليمية باستخدام تقنيات الفيديو جيم والتي قام بتطويرها اتحاد منتجي البرامج التعليمية والتجارية وذلك نظير مقابل مادي شهري يتم منحه لصاحب المقهي. وأسفرت نتائج التجربة بعد ثلاثة أشهر عن إقبال كبير من جانب أطفال الحي الشعبي اذ يتم تعليمهم الحروف الهجائية والنطق بها من خلال العاب ترفيهية مسلية وجذابة الأمر الذي دفعنا إلي بحث إمكانية التوسع في تكرار مثل هذه التجربة في العديد من الإحياء المشابهة لتشجيع الأطفال علي الانخراط في عملية التعليم بدلا من إضاعة أوقاتهم علي المقاهي والأندية الشعبية دون تحقيق جدوي. وفيما يتعلق بمحو الأمية لدي كبار السن لاسيما ممن يقنطون في المناطق الريفية أكد رئيس الهيئة القومية لمحو الأمية أن هناك الكثير من القري التي لم يدخلها ورقة مكتوبة حتي الآن ومن ثمة فإن التعامل مع هؤلاء المواطنين يقتضي نوعاً من الذكاء لإقناعهم بجدوي التعليم حيث نركز علي مفهوم الرعاية وتطوير الخدمات الصحية كمدخل رئيسي لتشجيعهم علي القراءة والكتابة إذ يتم إرسال مندوبين مؤهلين لتقديم بعض المعلومات الصحية التي تساعد هؤلاء المواطنين علي تجنب الإصابة ببعض الأمراض أو معالجتها وتدريجيا يقتنع العديد منهم بجدوي برنامج محو أميته. وإذا كنا نساند الحكومة في طموحاتها للقضاء علي مشكلة أمية القراءة والكتابة فإننا نأمل في نفس الوقت أن تشارك جميع شركات تكنولوجيا المعلومات والكيانات المعنية بالتنمية التكنولوجية في دعم مثل هذه الأفكار لاختصار الجهود والوقت لبناء مجتمع المعلومات وفي تدريب الراغبين في القضاء علي أمية القراءة والكتابة علي كيفية استخدام الكمبيوتر في صورة مبسطة للغاية تمكن جميع المستويات الذهنية والاجتماعية من تغيير النظرة لجهاز الكمبيوتر وأنه بمثابة صندوق سحري لا يمكن التعامل معه.